
حيدر رشيد
الشباب العراقي يشعر بالإحباط نتيجة تراكم طويل من الأزمات التي عاشها على مدار سنوات عديدة فهم يواجهون اليوم ظروفًا معقدة تتراوح بين البطالة وضعف النظام التعليمي وتراجع الخدمات الأساسية بالإضافة إلى تفشي الفساد وغياب العدالة الاجتماعية وهذا الإحباط لا ينشأ من فراغ بل هو نتيجة شعور عميق بالتهميش والإقصاء من المشاركة الحقيقية في بناء مستقبل البلاد حيث يشعر كثير من الشباب بأنهم غير مرئيين في نظر الطبقة السياسية التي لا تقدم لهم إلا الوعود دون تنفيذ
هذا الواقع يجعلهم يفقدون الثقة بمؤسسات الدولة وبقدرتها على الاستجابة لمطالبهم المشروعة وهو ما يدفع العديد منهم إلى تبني مواقف معارضة ليس بدافع التمرد أو الفوضى وإنما بدافع الرغبة في التغيير والإصلاح فهم يرون في المعارضة السياسية وسيلة للتعبير عن طموحاتهم المسلوبة وصوتهم المكتوم
ومن خلال هذه المواقف يسعى الشباب إلى خلق فضاء جديد يعبر عنهم ويمنحهم فرصة للمشاركة الفعلية في القرار السياسي وبناء دولة تحترم كرامتهم وتوفر لهم ما يستحقونه من فرص للعيش الكريم والتعليم والعمل والحرية
الإحباط الذي يعيشه الشباب العراقي اليوم لم يعد مجرد حالة نفسية بل تحول إلى موقف سياسي واضح يتجسد في المظاهرات والحملات الإعلامية والنشاطات الميدانية وحتى الهجرة القسرية أحيانًا فهم يطالبون بحياة أفضل وبنظام سياسي أكثر شفافية وعدلًا وتمثيلًا لطموحاتهم
حيث لا يمكن تجاهل صوت الشباب ولا التقليل من شأن إحباطهم لأنه يمثل مؤشرًا خطيرًا على مستقبل البلاد وإذا لم يُصغَ لهذا الصوت بجدية فإن الفجوة بين الأجيال الحاكمة والشباب ستتسع أكثر وربما تصل إلى نقطة اللاعودة...
#نمضي قُدُمَاً