
✒️ بقلم: أم هاشم الجنيد
في زمنٍ تتناثر فيه الأقلام بلا مضمون، وتضيع فيه الكلمات بين مدائح الساسة وتجاذبات المصالح، يسطع اسم السيّد عدنان عبدالله الجنيد كنجمٍ وضّاءٍ في سماء الفكر السياسي المتزن، وكلمةٍ نزيهةٍ لا تميلُ إلا للحق، ولا تنحازُ إلا للوعي والبصيرة.
هو رجلٌ اختار أن يسلك درب النور في زمن التعتيم، وأن يكون لسانًا للحقّ في عالمٍ كثر فيه الصمت.
في كتاباته ترى الجرحَ العربيَّ النازف كما هو، دون تجميلٍ ولا رتوش، لكنه لا يكتفي بتوصيف الألم، بل يحمل في كلماته بذورَ الشفاء، وفي أفكاره ملامحَ الطريق.
عدنان الجنيد ليس مجرد باحثٍ سياسي، بل هو حاملُ لواء الحقيقة في زمنٍ تآكلت فيه المواقف، وتبدلت فيه القناعات. كلماته تخرج من قلبٍ مؤمنٍ بعدالة قضيته، وعقلٍ تربّى على موائد الحكمة، وروحٍ لم تتلوث بدخان الطمع أو دنس الأهواء.
في تحليلاته ينبض الوطن، وفي مقالاته تتجلّى صورةُ اليمن كما يراها الشرفاء: وطنًا عصيًّا على الانكسار، وشعبًا جسورًا لا يساوم على حريته، ولا يتخلى عن قضيته. يتناول الأحداث بعين المثقف المدرك لبواطن الأمور، ويغوص في أعماق المشهد الإقليمي والدولي، مستندًا إلى فهمٍ قرآنيٍّ عميق، ورؤيةٍ سياسيةٍ بعيدةِ المدى.
وإن تحدّث عن فلسطين، رأيت القدسَ تسكن بين سطوره، وإن كتب عن اليمن، شعرتَ بصوت الأرض يتردد في كلماته، وكأن تراب الوطن يخطّ الحروف.
أمّا إذا عالج مفاهيم الفكر والمقاومة، بدا وكأنّه يرسم خارطةً جديدةً للأمّة، عنوانها: الوعي، والبصيرة، والثبات.
هو وهجٌ لا ينطفئ، وساريةُ فكرٍ شامخةٌ في وجه العاصفة، لا تلتفت إلى الطارئين على المشهد، ولا تخشى في الحق لومة لائم.
إنّ السيّد عدنان عبدالله الجنيد ليس فقط كاتبًا، بل هو ضميرٌ حيّ، وقلمٌ يكتب بمداد الكرامة، ووجهٌ من وجوه النور التي لا تبهت مهما تلبدت السماء.
فبورك قلمه، ودام فكره، وبقي نبراسًا لكلّ باحثٍ عن الكلمة الحرة الصادقة.