بيان 
بسم الله الرحمن الرحيم
تمر منطقة الشرق الأوسط في هذهِ الأيام بمنعطف حاد في طبيعة العلاقات مع حضور الرئيس الأمريكي في المنطقة، والذي تُوِّج بزيارة إلى السعودية وقطر والإمارات.
وقد شهدت هذهِ الزيارة توقيع تفاهمات وعقود إقتصادية بين أمريكا وهذهِ الدول بلغت قيمتها أربعة تريليونات دولار. وتضمنت الزيارة إصدار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) مجموعة قرارات تعتبر مفصلية في الوقت الراهن، ومن أهم هذهِ القرارات:
١. رفع العقوبات عن سوريا.
٢. الاتفاق النووي الإيراني.
٣. حل مسألة الحرب في غزة وأوكرانيا.
في حراك الرئيس الأمريكي الأخير، كانت إسرائيل مُغيَّبة، بل يبدو للمتلقي أن قادة إسرائيل باتوا يسمعون أخبار ترامب من الصحف ووسائل الإعلام.
لقد أدركت أمريكا جيداً أن علاقتها مع إسرائيل لم تجلب لها غير مزيد من الخسائر، وهذا لا يعني أن أمريكا تخلت عن إسرائيل، بل يعني أنها تبحث عن حلول بأقل الخسائر وأكثر نفوذاً.
إن زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة تجعلنا نطرح مجموعة من الأسئلة والاستفهامات حول مستقبل المنطقة والعالم، وما هي طبيعة المشروع الأمريكي في المنطقة في زمن رئاسة (دونالد ترامب).
ولهذا وذاك، على الساسة العراقيين دراسة التقلبات السياسية وتوازن القوى الجديد الذي أعقب معركة (طوفان الأقصى)، لكي لا يخرج العراق من المعادلة كما خرجت لبنان وسوريا.
على الساسة العراقيين توخي الدقة في تعاملهم مع ملف العلاقات الاقتصادية والأمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية بما يخدم مصلحة العراق، ومراعاة الحفاظ على الثوابت، وينبغي أن يضعوا في نظر اعتباراتهم السياسية والاقتصادية أن أمريكا في المعادلة الجديدة أصبحت أمراً واقعاً لا بد من التعاطي معه بحكمة وروية وتخطيط سليم، كما هو حال الجمهورية الإسلامية في إيران التي أدركت جيداً أن من العقل والحكمة التفاهم مع أمريكا كأمر واقع وقوة قوية ذات نفوذ أمني واقتصادي في المنطقة.

مؤسسة شاهد الثقافية
17 آيار 2025م
19 ذو القعدة ١٤٤٦هـ