
نجحت بغداد في اجتياز اختبارها الأوَّل، بعد انعقاد اجتماع كبار المسؤولين للمجلس الاقتصاديِّ التحضيريِّ لمجلس جامعة الدول العربيَّة أمس الاثنين، إيذاناً ببدء اجتماع المجلس الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ على المستوى الوزاريِّ اليوم الثلاثاء. ولاقت الفعاليات اهتماماً إعلاميّاً واسعاً، لاسيما من قبل شبكة الإعلام العراقيِّ وعددٍ من الصحفيين العرب، في ظل أجواءٍ سياسيَّةٍ إيجابيَّةٍ تعكس حرص العراق على استعادة دوره الفاعل ضمن منظومة العمل العربيِّ المشترك.
وبحسب ما أفادتْ به مصادر "، فإنَّ مداولات الاجتماعات التحضيريَّة للقمَّة التنمويَّة الخامسة تُركّز على استكمال مسودة مشاريع القرارات المقرَّر رفعها إلى القمَّة، والتي تضع في صلب أولوياتها دعم مسارات التكامل الاقتصاديِّ العربيِّ، واستكمال تفعيل منطقة التجارة الحرَّة، فضلاً عن مشاريع الربط الكهربائيِّ وشبكات النقل بين الدول العربيَّة.
كما برزتْ على جدول الأعمال ملفاتٌ حيويَّةٌ تتّصل بالأمن الغذائيِّ والمائيِّ، والمبادرة العربيَّة للذكاء الاصطناعيِّ، ومشاريع التحوّل الرقميِّ والتعليم الفنيِّ، وتمكين الشباب والمرأة، إضافةً إلى موضوعاتٍ متعلّقةٍ ببناء القدرات السيبرانيَّة وحماية التراث الثقافيِّ العربيِّ.
وفي هذا الشأن، أفاد مصدرٌ في وزارة التجارة بأنه "يسبق الاجتماع الوزاريَّ اليوم الثلاثاء، انعقاد اجتماع اللجنة المعنيَّة بالمتابعة والإعداد للقمَّة العربيَّة التنمويَّة، وذلك برئاسة الجمهوريَّة اللبنانيَّة، وعضويَّة كلٍّ من ترويكا القمَّة التنمويَّة المتمثلة بالمملكة العربيَّة السعوديَّة، الجمهوريَّة اللبنانية وجمهوريَّة العراق، إلى جانب ترويكا المجلس الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ التي تضمُّ دولة الإمارات العربيَّة المتحدة، مملكة البحرين، الجمهوريَّة التونسيَّة، إضافةً إلى مصر والمغرب، وبمشاركة الأمين العامِّ لجامعة الدول العربيَّة أحمد أبو الغيط.
وأوضح المصدر أنَّه بعد اجتماع اللجنة، سيبدأ اجتماع المجلس الاقتصاديِّ والاجتماعيِّ على المستوى الوزاريِّ، إذ ستنطلق الجلسة الافتتاحيَّة العلنيَّة بكلمة وزير الاقتصاد والتجارة اللبنانيِّ عامر بساط، بصفته رئيس الدورة السابقة، والذي سيقوم بتسليم رئاسة الدورة الحاليَّة إلى وزير التجارة أثير داود سلمان، الذي سيُلقي بدوره كلمة العراق في الاجتماع. ثمَّ سيتحدَّث الأمين العامُّ لجامعة الدول العربيَّة، قبل الشروع في اعتماد مشروع جدول أعمال القمَّة التنموية، وتُختتم باعتماد مشاريع القرارات.
وتُعقد القمَّة وسط اهتمامٍ لافتٍ بالمبادرة التي أطلقها الأمين العامُّ للجامعة العربيَّة تحت عنوان "المبادرة العربيَّة للذكاء الاصطناعيِّ.. نحو ريادةٍ تكنولوجيَّةٍ وتنميَّةٍ مستدامة"، وهي مبادرةٌ تهدف إلى تعزيز القدرات التقنيَّة للدول العربيَّة، وتحفيز الاستثمار في التكنولوجيا المتقدِّمة بما يُسهم في تحقيق تنميَّةٍ شاملة.
كما تتناول القمَّة مشروع دعم وإيواء الأسر النازحة من الأراضي الفلسطينيَّة المحتلّة، في إطار موقفٍ موحَّدٍ يُدين محاولات تهجير الشعب الفلسطينيِّ، ويُؤكّد على الثوابت القوميَّة تجاه القضيَّة الفلسطينيَّة.
ومن المرتقب أنْ تُختتم أعمال القمَّة بإصدار وثيقة "إعلان بغداد"، التي يُنتظر أنْ تُجسِّد الموقف العربيَّ الموحَّد تجاه القضايا السياسيَّة والاقتصاديَّة والأمنيَّة المدرجة في جدول الأعمال، وتعكس تطلع الدول العربيَّة إلى مرحلةٍ جديدةٍ من التضامن والتكامل في مواجهة التحدّيات.