
د. وسام عزيز
لطالما كانت منطقة جنوب آسيا ساحةً لصراعات إقليمية معقدة، أبرزها التوتر المزمن بين الهند وباكستان. غير أن تصاعد هذا الصراع، خاصة في السياقات الحديثة، لا يمكن فصله عن الاستراتيجية الجيوسياسية للقوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل.
الدافع الأمريكي يتمثل في احتواء النفوذ الصيني المتزايد، خاصةً بعد توسع مشاريع “الحزام والطريق” التي تمر عبر باكستان (مثل الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني CPEC). واشنطن ترى في تنامي العلاقات الصينية الباكستانية تهديدًا مباشرًا لمصالحها في آسيا، لذلك تدعم الهند عسكريًا واقتصاديًا لتكون قوة موازنة أمام الصين.
أما الدور الإسرائيلي، فيتركز في المصالح الأمنية والتجارية. إسرائيل تُعد من أبرز مزوّدي الهند بالسلاح والتكنولوجيا الأمنية، وتستفيد من توتر العلاقات الهندية-الباكستانية لإحكام تحالفها مع نيودلهي، ما يتيح لها تقليص النفوذ الإسلامي في جنوب آسيا، وتحقيق مكاسب استراتيجية ضد حلفاء إيران.
في هذا السياق، أي تصعيد بين الهند وباكستان لا يُعد مجرد نزاع حدودي، بل يُمكن أن يكون جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى استنزاف الصين عبر فتح جبهات غير مباشرة قرب حدودها، خاصة في منطقة كشمير التي تمس مصالح بكين أيضًا.
بلا ادنى شك ،إن الحرب الهندية الباكستانية، رغم طابعها الإقليمي، تحمل أبعادًا دولية خطيرة، وقد تكون أداة غير مباشرة تُستخدمها واشنطن وتل أبيب للضغط على الصين ومحاصرة نفوذها في آسيا.