أعلنت تركيا، عبر نائب رئيس الجمهورية جودت يلماز، عن تفاصيل مسار مشروع "طريق التنمية" الاستراتيجي، والذي سيربط ميناء الفاو في أقصى جنوب العراق بالقارة الأوروبية، مروراً بالأراضي التركية، مؤكدة أن المشروع سيتضمن مستقبلاً أنابيب للنفط والغاز، إضافة إلى الطرق السريعة وسكك الحديد.

وأكد يلماز أن المشروع، الذي انطلق رسميًا باتفاق رباعي بين العراق وتركيا وقطر والإمارات في نيسان 2024، لا يزال في مرحلة الدراسات الفنية، فيما شارف تقرير الجدوى الاقتصادية على الاكتمال، تمهيداً للانطلاق بالتنفيذ حتى عام 2030، وبتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار.

المشروع يمتد لنحو 1200 كيلومتر داخل الأراضي العراقية، وسيُنفذ على ثلاث مراحل حتى عام 2050، بكلفة استثمارية تبلغ 17 مليار دولار، تشمل الطريق السريع وسكة الحديد الكهربائية. ومن المتوقع أن يوفر نحو 100 ألف وظيفة في مرحلته الأولى، ويصل إلى مليون وظيفة بعد اكتماله.

الأوساط الاقتصادية العراقية شبّهت هذا المشروع بمشروع "القناة الجافة" الذي طُرح في تسعينيات القرن الماضي، لكنه توقف عام 2003، ليُعاد إحياؤه تحت اسم جديد وبمشاركة إقليمية.

وعدّت هذه الأوساط "طريق التنمية" فرصة استراتيجية للعراق لاستعادة موقعه كمركز لوجستي بين الخليج وأوروبا، بما يعزز دوره كممر بديل عن الموانئ الإسرائيلية ومضيق هرمز في أوقات الأزمات.

كما توقعت تقارير اقتصادية أن يرتفع حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا إلى أكثر من 30 مليار دولار سنوياً في حال دخول المشروع حيز التشغيل، مع استفادة مباشرة لأكثر من 10 محافظات عراقية من ناحية البنى التحتية والتوظيف.

ويرى مختصون أن نجاح هذا المشروع سيتوقف على الإدارة الاستراتيجية البعيدة عن الصراعات السياسية، في ظل حاجة العراق الماسة إلى معالجة مشكلات النقل، وتفعيل قدراته الجغرافية في خدمة اقتصاده الوطني.