الباحث الأكاديمي صلاح الأركوازي ||

تعول الادارة الامريكية في مفاوضاتها مع الجمهورية الاسلامية  على عدة عوامل من اجل ان يفرض المفاوض الامريكي سياسته او شرط الامر الواقع على الجانب الايراني فأنه سوف يلجأ الى عدة امور زمن هذه الامور :-

 اولا – تحريك الشارع الايراني : فبعد انهيار التومان مقابل الدولار ووصوله الى رقم قياسي فان الادارة الامريكية تعول كثيراًعلى تحريك وتأجيج الشارع الايراني والداخل الايراني والذي يتحكم به البازار بدرجةِ كبيرة.

 حيث ان الادارة الامريكية تحاول جاهدة الدخول من هذا الباب وفق نظرية (Woody Screw Theory) وهي احدى نظريات الخاصة في الحرب النفسية***للباحث حيث ان الغلاء والعوز بطبيعة الحال سيولد الفساد والابتعاد عن الدين وبالتالي ستكون من أقوى أوراق  الضغط بيد المفاوض الامريكي لانه سيكون اقوى لفرض شروطه والتي هي ادخال البرنامج الصاروخي الايراني وبرنامج الطائرات المسيره واذرع ايراني الاقليمية في المفاوضات ومن ثم تحيدها.

 ثانيا –  تمرد الاقليات الدينية والقومية والمذهبية : مثل الاهوازيين والبلوش والاكراد.

 ثالثا –  قطع اذرع الاخطبوط الايراني : او ما يسمى اذرع ايران الاقليمية حيث ان سقوط النظام السوري كان له تاثيراً سلبياً كبيراً على محور المقاومة، وفي نفس الوقت كان له تاثيراً ايجابياً على محور الشر ومن ثم استلام الخط الامريكي للحكم في سوريا حيث تم قطع الشريان الرئيسي لامداد حزب الله العدو الازلي للكيان الغاصب .

رابعا –  تجنيد اكبر عدد من المسؤولين والضباط الامنيين : سواء في الاطلاعات او الحرس الثوري او من السياسيين او البرلمانيين مما يولد ازمه ثقة امنية في داخل الايراني .

خامسا  – دعم حركات التحرر والانحلال في المجتمع الايراني:  بكل الوسائل والسبل وذلك لابعاد الناس عن الاسلام ومفاهيم الثوره الاسلاميه فضلا عن عوامل اخرى يحاول المفاوض الامريكي  بأطالةِ أمد المفاوضات عسى ولعل من انه يستطيع ان يحرك الداخل والشارع الايراني والذي ممكن ان يستفيدوا منها في المفاوضات ، لذلك نراه يحاول كسب الوقت والمراوغة ومحاولة ادخال نقاط وشروط وأمور هي ليست من ضمن الاتفاق الاصلي لهذه المفاوضات الغير مباشره ،

 نعم المفاوضات ارادها الامريكان ان تكون ثلاثية البرنامج النووي البرنامج الصاروخي واذرع ايراني الاقليمية لكن المفاوض الايراني رفض بشده هذه الاملاءات واصر على ان يكون البرنامج النووي هو محور المفاوضات الغير مباشره،

 مسأله اخرى ايضا الامريكان والاسرائيليين والبريطانيين بالدرجة الاولى ويليهم بقية الدول الغربية واعراب الخليج يحاولون بشتى الطرق أن يستفزوا الايرانيين ومن ثم  الرد على الاستفزازات الامريكية الصهيونية البريطانية سواء قصف او استهداف مواقع واهداف امنية وعسكرية وحيوية او استهداف شخصيات او تصريحات استفزازية،

على الرفم من كل هذه الامور فأن السياسي والقيادة الايرانية تدركها جيداً وتعلم كيف يفكر الامريكان لا بل تسبقهم بعدة خطوات فالسياسة الحكيمه والصبر الاستراتيجي اتت اُكلها سابقاً واليوم وسياتي ايضا اكلها ومستقبلا ،

ايضا فهذه المفاوضات يحاول الامريكان حهد الامكان الخروج والحصول على تناولات اكثر من الايرانيين والا فان طبول الحرب ستقرع في اي لحظة ظناً منهم بان هذا الاسلوب سوف يُرهب ويُخيف الايرانيين ، نعم الكيان الصهيوني يريد ضربة أستباقية للبرنامج النووي وبعض الاهداف العسكرية الاخرى والحيوية ، لكن الادارة الامريكيه منقسمة ومتردده بين القبول والرفض في جانب منها اي هنالك خط الصقور يؤيد شن ضرب أستباقية ،

لكن ايضاً هنالك خط يعلم جيداً الثمن الغالي الذي سوف تدفعه الادارة الامريكية على مستوى المنطقة والعالم وان جميع الاهداف العسكرية والحيوية الامريكية في العالم ستكون مستهدفة وبالتالي على كما يقول المثل العراقي ((البطانه اغلى من الوجه)) ،

نعم الثمن سوف يكون غالياً وما بين الفريقين هنالك سجال وصولات وجولات لكن ورقة الضغط الاسرائيلية اللوبي الصهيوني سوف يكون له الحكم والقرار الاخير في ما لو وصلت الامور الى طريق مسدود ، وهذا اللوبي حتماً سيكون مع توجيه ضربة استباقية انتقامية عندها ستشهد المنطقة والعالم ……  جحيماً عالمياً ثالثاً وليس فقط حرباً عالمية ثالثة.