شدد وزير الخارجية، فؤاد حسين، على أهمية تعميق الشراكة بين العراق والولايات المتحدة، وأكد التزام بغداد بتعزيز الشراكات المتوازنة مع دول المنطقة، معرباً عن قلق العراق تجاه الأوضاع الإنسانية في غزة. وفي سياق حديثه عن الملف الأمني، أشار حسين إلى أن الحشد الشعبي يعد جزءاً من المنظومة الأمنية الرسمية في البلاد، داعياً الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في تحذيرات السفر الصادرة بشأن العراق.
استضاف معهد الشرق الأوسط (MEI) في واشنطن، يوم الاثنين الموافق 2025/4/28، طاولة مستديرة شارك فيها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، السيد فؤاد حسين، بحضور نخبة من الباحثين والخبراء والمتخصصين في شؤون الشرق الأوسط. وشهدت الجلسة نقاشات معمقة تناولت مستجدات الأوضاع الإقليمية والدور المتنامي للعراق في المنطقة.

وتطرقت المناقشات إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك مقاربة الإدارة الأميركية الجديدة للشرق الأوسط، وأهمية ترسيخ الاستقرار، وجهود مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، والوضعين السياسي والإنساني في سوريا، بالإضافة إلى آخر التطورات الاقتصادية والأمنية في المنطقة.

وأكد السيد الوزير أهمية استمرار الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، واستكشاف آفاق جديدة لتعزيز التعاون الثنائي، ولا سيما في الجولة المقبلة، التي ستركز على مجالات التنمية الاقتصادية وأمن الطاقة
وأشار السيد فؤاد حسين إلى التزام العراق بتعزيز الشراكات المتوازنة مع دول المنطقة، ودعم جميع المبادرات الرامية إلى التهدئة وتحقيق الاستقرار الإقليمي، مع متابعة العراق لمجريات المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، مشدداً على أهمية الحلول السلمية عبر الحوار. كما جدد التزام العراق الكامل بإجراء الانتخابات البرلمانية السادسة وفق أعلى المعايير الديمقراطية، بما يسهم في ترسيخ الاستقرار السياسي وتلبية تطلعات الشعب العراقي.

وفي إطار حديثه عن التطورات الإقليمية، أعرب السيد الوزير عن قلق العراق البالغ تجاه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم التهدئة وحماية المدنيين.

كما استعرض السيد فؤاد حسين التحسن الملموس في الوضع الأمني داخل العراق، مشيراً إلى أن الحشد الشعبي يُعد جزءاً من المنظومة الأمنية الرسمية ويعمل تحت قيادة الدولة وضمن إطار القانون. وفي سياق آخر، دعا الإدارة الأميركية الجديدة إلى إعادة النظر في تحذيرات السفر الصادرة بشأن العراق، لا سيما في ظل الاستقرار الأمني الذي تشهده معظم المحافظات، وحث الشركات الأميركية على الاستثمار في العراق.
وفيما يتعلق بالملف السوري، رحب السيد فؤاد حسين بالاتفاق الأخير الذي تم التوصل إليه بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، معتبراً أن مثل هذه الاتفاقات تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار السياسي والأمني عبر حلول سلمية وتفاوضية.

واختتمت جلسات الطاولة المستديرة بالتأكيد على الالتزام المشترك بتعميق التعاون بين العراق والولايات المتحدة وشركاء المنطقة، وضرورة مواصلة الحوار البنّاء بما يعزز الاستقرار الإقليمي، ويدعم مسارات التنمية الاقتصادية، هذا وحضر اللقاء سفير جمهورية العراق في واشنطن السيد نزار الخيرالله ورئيس دائرة امريكا الدكتور دياري مجيد والدكتور فؤاد غازي رئيس الدائرة الإعلامية.