السبت 14 يونيو 2025

  • القسم الرئيسي : مقالات .
        • القسم الفرعي : المقالات .
              • الموضوع : حزب الله يذلّ الكيان بالسياسة كما بالميدان..! .

حزب الله يذلّ الكيان بالسياسة كما بالميدان..!

 

 

 

 

 

محمد صادق الحسيني ||

 

انفجار ضخم هزّ مدينة بنت جبيل، وصلت أصداؤه إلى معظم قرى الجنوب وشمال فلسطين.

والشهود العيان يومها أكدوا أنّ الانفجار حصل في منطقة صف الهوا، عند مدخل مقرّ الـ 17 الذي يضمّ مبنى قيادة عمليّات اللواء الغربي ومبنى الإدارة المدنية ومبنى قيادة المخابرات في جيش الاحتلال الصهيوني الجبان.

كان ذلك في الساعة 2:24 من ظهر 25 نيسان 1995، صلاح محمد علي غندور «ملاك» يسطّر رائعة البطولة والشهادة.

وإذلال الكيان على يد حزب الله مستمرّ، في حرب إسناد غزة التي بدأها حزب الله دفاعاً عن غزة العزة… ومن ثم في الحرب العدوانيّة التي أطلقتها يد العنف والإبادة الصهيونية ضدّ لبنان منذ واقعة البيجر مروراً باغتيال شهيد الأمة الأسمى السيد حسن نصر الله ووصيّه السيد صفي الدين، وصولاً إلى لحظة توسّلهم وقف إطلاق النار بضغط أميركي…

لم يتمكّن العدو الصهيونيّ من تحقيق أيّ انتصار يُذكر على الأرض اللبنانية كما لم يتمكّن من هزيمة إرادة حزب الله والمقاومة الإسلامية العظيمة بأن يتقدّم ولو مسافات قليلة داخل الأراضي اللبنانيّة ناهيك عن تحقيق حلمه بالوصول إلى بيروت، كما فعل في غزو العام 1982.

والفضل كلّ الفضل في هذا الصمود الأسطوريّ هو للقتال الكربلائيّ لمئات المقاتلين من حزب الله على شاكلة صلاح غندور آنف الذكر، في الخيام وعيثا الشعب وميس الجبل والعديسة والناقورة وعشرات البلدات اللبنانيّة المقاومة.

الصدمة كانت مذهلة وكبيرة جداً لدى قادة الصهاينة وأسيادهم الأميركان لأنهم فشلوا في تكرار تجربة الغزو لعام 1982، الذي أدّى يوماً إلى خروج المقاومين الفلسطينيين من لبنان.

لذلك انتقلوا من الميدان إلى التنصّل من قرار وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701 والشروع في محاولة إرساء قواعد اشتباك جديدة عنوانها العريض: إما القبول باستمرار العدوان والحرب إلى ما لا نهاية أو إشعال فتنة داخليّة تودي إلى حرب أهلية لبنانية شبيهة بتلك التي انطلقت في العام 1975، شعارها العريض:

لا سلام في المنطقة من دون نزع سلاح حزب الله من باب السياسة والضغط على الدولة اللبنانيّة للقيام بهذا الدور، وذلك تحت ذريعة أنّ سلاح الحزب والمقاومة الإسلامية هو الذي سبّب الحرب من جانب الكيان على لبنان… تماماً كما الزعم بأنّ سلاح حماس والمقاومة الفلسطينية هو الذي سبّب العدوان وحرب الإبادة على غزة،

الأمر الذي يعني لبنانياً صداماً بين الجيش اللبناني المضغوط عليه أميركياً ودولياً للقيام بهذه المهمة وبين حزب الله، ومن ثم دخول عملاء الداخل اللبناني على الخط للتهديد بحرب أهلية!

هذا الأمر جعل من حزب الله رغم انتصاره ضدّ الكيان في الميدان أن يمارس أعلى درجات الصبر الاستراتيجي والحكمة وتحمّل المزيد من الأذى والجراح حتى يمنع أيّ صدام مع الجيش في الداخل فضلاً عن منع حرب أهلية تحرق كل لبنان.

ما يعني أنّ الحزب وقيادته الحكيمة وهي تعرف أنها منتصرة و»إسرائيل» مهزومة، إلا أنّها يجب أن تعضّ على الإصبع الممسك بالزناد والذي لن يفرّط بالسلاح مطلقاً… أن يشتري الوقت لأطول فترة ممكنة في إطار خطة:

1 ـ إعادة ترتيب هيكليّته العسكرية والسياسية والأمنية التي تعرّضت للأذى وخسائر كبيرة كانت ثمن انتصاره على تل أبيب.
2 ـ الحفاظ على المثلث الذهبي الداخلي المعروف بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة.
3 ـ إفشال مخطط عملاء الداخل الصغار الذين يحاولون ابتزاز الدولة اللبنانيّة بالتهديد بالحرب الأهلية أو نزع سلاح الحزب!

هي اللحظة الأكثر حرجاً لحزب الله في تاريخه، خاصة في ظلّ أوضاع إقليمية ودولية متسارعة الوتيرة في التغيير، وهو يراقب تداعيات ما بعد سقوط الدولة السوريّة بيد القاعدة.

ودخول «الإسرائيلي» المحتلّ والآخر التركي العثماني الجديد على الخط في معادلة تقاسم النفوذ في سورية الأميركية الجديدة.

ومن جهة أخرى تحوّلات السياسة الأميركية التي تتخبّط يمنة ويسرة بين التفاوض مع إيران وروسيا وبين تهديدهما بخيار الحرب العدوانيّة القذرة.

فإنه حزب الله الرباني ومعه ردفاؤه في المسيرة القرآنية اليمنية وكذلك الحشد الشعبي المقدس، وكلّ شرفاء المنطقة يعلم ويعلمون تماماً بأنّ السنن الكونية تبقى هي السنن الكونية الخالدة ولا يجوز أبداً وتحت كلّ الظروف التخلّي عن السلاح ولو بلغ ما بلغ.

‏فمن سُننِ اللهِ في الصراع، بأنه لا تمكِينَ بلا امتحَان، ولا أمنَ إلا ويسبقُه فزع!
‏وفي غزوة الخندق بلغت قلوب الصّحابة الحناجر،
‏الأحزاب من الخارج، واليهود والمنافقون من الدّاخل،
‏راهنوا جميعاً أنها أيام الإسلام الأخيرة!

‏ لكنها ما هي إلا سنوات إلا وكان الصحابة يدكُّون إمبراطوريتي الرُّوم والفرس الكافرتين.
لن يكون هناك أيّ نزع لسلاح المقاومة في المنطقة كلها، لا سيما حزب الله ومقاومته الشريفة.

هذا الحزب هو الذي يعرف تماماً أنّهم يريدون أن يأخذوا منه بالسياسة ما فشلوا في أخذه منه بالميدان.

ما هي إلا فترة وجيزة وينقلب السحر على الساحر، فحزب الله عاد الآن الى أوج قوّته وأعاد تنظيماته الهيكلية إلى ما قبل الحرب على لبنان، وسلاحه بيده، وهو الذي يصنّعه محلياً وبيده الوطنية، ولن يستطيع أحد محاصرته.

هذا الحزب الحكيم والبالغ سنّ الرشد من زمان لا يريد ولن يسمح بأن تستهلك قواه الآن في معركة الداخل اللبنانيّ الاستفزازية الفتنوية مطلقاً.

بل ينتظر اللحظة الإقليمية والدولية والداخلية المناسبة
لردّ الصاع صاعين لتل أبيب وأسياد تل أبيب،
وحينها فقط ستعرفون مَن هو حزب الله الجبار…

وما النصر إلا صبر ساعة

بعدنا طيّبين قولوا الله…


  طباعة  | |  أخبر صديقك  | |  إضافة تعليق  | |  التاريخ : 2025/04/27  | |  القرّاء : 52




عين شاهد
15 قسم
10109 موضوع
2501964 تصفح
الرئيسية
من نحن
إتصل بنا
العراق
السياسية
الأمنية
الإقتصادية
الرياضية
المحلية
كاريكاتير
العراق
صورة وخبر
الصحة
الأسرة والطفل
منوعات
دراسات و بحوث
أقسام أخرى
العالم
مقالات
تقارير
أرشيف
تابعونا





جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2025 تنفيذ، برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net