
كتب / صلاح حزام
قبل سنوات وفي زمن ادارة اوباما عانت الولايات المتحدة من ازمة مالية .حينذاك كانت روسيا تملك ٣٠٠ مليار دولار في سندات الخزانة الامريكية وهددت بسحبها .
في ذلك الوقت ذهب جو بايدن نائب الرئيس الامريكي الى موسكو لاقناع بوتين بعدم سحبها لانها سوف تسبب مشكلة حقيقية.
عندها اطلق بوتين تصريحه الشهير القائل :
ان الولايات المتحدة كحكومة وافراد، تنفق اكثر مما يسمح لها وضعها الاقتصادي وانها تغطي الفرق عن طريق الاقتراض من الخارج من خلال سندات الخزانة ..
ان تراكم الدين العام والذي بلغ نسبة ١٥٠% تقريياً من الناتج المحلي الاجمالي الامريكي ، يرتب دفع فوائد عالية ومتصاعدة قد تعجز الحكومة عن سدادها وبالتالي تعلن افلاسها..
انهم يخشون من وصول الحكومة الامريكية الى مايعرف ب
Ponzi scheme
والذي يقوم فيه الطرف المحتال بتسديد فوائد ديونه القديمة من خلال قروض جديدة ، الى ان تصل الامور الى طريق مسدودة فينهار المخطط كله.
سياسات ترامب سوف تجبر الافراد الامريكان على تقليص نفقاتهم بسبب ارتفاع الاسعار وكذلك فان سياساته للضغط على الانفاق الحكومي وتقليص برامج الحكومة ، سوف تؤدي الى خفض الانفاق الحكومي ايضاً.
المؤسسات الامريكية تدرك تلك الحقيقة ولذلك فهي لاتجد امامها سوى هذا الحل بغض النظر عن آثاره على المستهلكين (والذين وعدت الحكومة بتعويضهم عن طريق خفض الضرائب لتخفيف أثر ارتفاع الاسعار).
الشكوى تتصاعد من الاطراف المتضررة وهذا أمر طبيعي ، لكن الولايات المتحدة لايمكن لها ان تستمر في هذه الاوضاع حيث تتراكم مديونيتها ويتزايد اعتمادها على استيراد ماتحتاج من الخارج وبالذات من الصين.
هذه السياسة سوف تؤدي الى انهيار العلاقات الاقتصادية والنقدية والسياسية والجيوسياسية واعادة ترتيبها بشكل جديد.