• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإعلام العراقي..غياب التصور وفقدان التفسير..نقطة راس سطر..! .

الإعلام العراقي..غياب التصور وفقدان التفسير..نقطة راس سطر..!

 

 

 

 

 

عباس عبود سالم ||

 

يتكرر شعورنا بالحاجة إلى امكانات اكبر امام الاحداث الكبرى من اجل استيعابها وتغطيتها بالشكل المطلوب فقد اثبت الاعلام العراقي عجزه امام تغطية حدث غير مسبوق هو انهيار الجيش العربي السوري وهروب رئيس النظام بشار الاسد وصعود المطلوب للعراق ابو محمد الجولاني رئيسا جديدا باسم احمد الشرع ..

انقسم الاعلام امام تفسير ونقل تطورات هذا الحدث..وتناقضت الفضائيات في تقديم رواياتها وحسب ماترى الدول المحيطة بنا مع غياب تصور عراقي واحد ..

كذلك كان الارتباك واضح للمشاهد وهو يتابع تطورات الاحداث وكان الإعلاميون العراقيون يعيشون هذا الارتباك باسئلة تدور في دواخلهم :

هل ننقل الاحداث كما هي دون تدخل منا ؟
او ننقلها مع هواجس القلق التي تسكن عقولنا وقلوبنا ؟

هل نبالغ بحجم الخوف من المجهول ام نجد لانفسنا طريق للتعاطي مع حدث بهذا الحجم ؟

فالجمهور في مثل هذه المواقف يتعطش للتفسير والاستشراف والموضوعية والإقناع ..وينفر من الروايات المتكررة والأساليب التقليدية ..

الاعلام العراقي في احسن حالاته لم يتعدى المحلية في خطابه ومساحة تاثيره، وتمحورت أساليبه بين الخطاب الاحتفالي او التسقيطي ..

لم يكن اعلاما تنويريا او نقديا أبدا ..
وعلى مدى سنوات طويلة لم يبق من الاعلام العراقي إلا التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي!

ولم يبق من التلفزيون إلا البرامج الحوارية ومن مواقع التواصل الاجتماعي إلا الإثارة والفضائحية والتهويل..وهي المصنوعة في مطابخ الجيوش الإلكترونية ..

في المشهد السوري اكتشف الإعلام العراقي حاجته إلى مصادر حقيقية للأخبار، والى غرف ماهرة للتحليل، والى امكانات لوجستية اكبر باضعاف من المتوفرة ..

الإعلام لم يعد حديقة خلفية لأهل السياسة والمال بل هو مؤسسات مرتبطة مع قواعد غاطسة تتعامل مع الأفكار والمعلومات والأهداف الاستراتيجية لتصنع التصورات وتنعش الذاكرة وترفد المعنى بمهارة وذكاء ..

فكيف يتحقق كل ذلك في مناخ يدور فيه الإعلامي حوّل المانحين طلبا للدعم الذي يضمن بقاء الإعلام على قيد الحياة .. ويحول الادارة الإعلامية إلى منبر للإرضاء والاسترضاء !

مخلص الكلام علينا ان نفكر بمغادرة ثنائية التسقطيط والتهليل إلى النقد والتنوير
علينا توسيع مساحة تأثيرنا وتعميق جذور دورنا إذا اردنا أن يكون لنا إعلام مؤثر ..


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=9937
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 03 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 19