د. محسن حنون العكيلي 

في خطاب يحمل رسائل حازمة وواضحة، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، أن الجمهورية الإسلامية لن تكون البادئة في أي حرب، لكنها في المقابل سترد بصفعة ساحقة على أي اعتداء يستهدفها. جاءت هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية والدولية، حيث شدد  الامام الخامنئي على أن إيران لا تخضع للتهديدات ولن ترضخ للضغوط الأمريكية أو غيرها.

- إيران والتهديدات الأمريكية: موقف لا يقبل التراجع

أكد قائد الثورة الإسلامية أن الولايات المتحدة لن تحقق أي نتيجة من خلال سياسة التهديدات، مشيرًا إلى أن الشعب الإيراني صامد أمام كل محاولات الضغط والتلاعب. وأوضح أن إيران ليست دولة يمكن كسر إرادتها بالتخويف أو العقوبات، بل إنها قادرة على الرد بقوة على أي محاولات للمساس بسيادتها وأمنها القومي.

وأضاف الخامنئي أن واشنطن إذا فكرت في التلاعب بإيران، فسوف تتلقى صفعة قوية، في إشارة واضحة إلى أن طهران مستعدة لمواجهة أي تصعيد عسكري أو سياسي ضدها.

- الشعب اليمني والطموح نحو الاستقلال والكرامة

في إشارة إلى الوضع الإقليمي، أكد قائد الثورة الإسلامية أن الشعب اليمني يمتلك طموحًا يسعى لتحقيقه، رغم التحديات والعدوان المستمر الذي يتعرض له. تأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه القوى الغربية دعم التحالف الذي يستهدف اليمن، بينما تؤكد إيران دعمها لحق الشعوب في تقرير مصيرها بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

- وحدة الأمة الإسلامية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي

تطرق السيد الخامنئي إلى الأوضاع في فلسطين والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن على الأمة الإسلامية أن تتوحد في مواجهة هذه الجرائم. وشدد على أن القضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين وحدهم، بل هي مسؤولية إسلامية وإنسانية يجب أن تحظى بأولوية لدى جميع الشعوب الإسلامية.

- الاقتصاد في قلب الرؤية المستقبلية: “الاستثمار من أجل الإنتاج”

في سياق الحديث عن التحديات الداخلية، أعلن قائد الثورة الإسلامية أن العام الجديد سيكون تحت شعار “الاستثمار من أجل الإنتاج”، في إشارة إلى أهمية تعزيز الاقتصاد الوطني عبر التركيز على الإنتاج المحلي وتشجيع الاستثمار. ويعكس هذا التوجه رؤية إيران لتعزيز استقلالها الاقتصادي وتقليل اعتمادها على الخارج، خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

- ختاما: إيران ثابتة في مواجهة التحديات

يحمل خطاب السيد الخامنئي رسائل واضحة للداخل والخارج، تؤكد أن إيران لن ترضخ للتهديدات، وأنها مستعدة لمواجهة أي تصعيد عسكري أو اقتصادي، مع التركيز في الوقت ذاته على تعزيز قوتها الاقتصادية ووحدة الأمة الإسلامية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وفي ظل هذه المعادلات، يبقى المشهد الإقليمي مرهونًا بتطورات الأحداث، حيث تستمر إيران في التمسك بمواقفها الاستراتيجية رغم الضغوط الدولية.