حميده الكعبي
في يوم المرأة العالمي، نتقدم بأسمى آيات الاحترام والتقدير لكل امرأة تمثل رمزًا للأمل والعطاء والإلهام. نُحيي نضال كل امرأة صنعت فارقًا في مجتمعها ووقفت سندًا لأسرتها، فكنّ اللبنة الأساسية لهذا المجتمع وروح التغيير.
أنتن الأمهات الحنون، والمعلمات الملهمات، والعاملات المبدعات، وصانعات الحضارة. فتمكينكن هو بداية نهضة المجتمعات، ونجاح الأوطان مرتبط بعطائكنَّ الذي لا ينضب. كل عام وأنتنّ مصدر الإلهام والفخر.في يوم 8 من شهر مارس، من كل عام نستقبل بكل فرح واحتفاء عيدًا متميزًا يحظى بأهمية خاصة لدينا ولدى الجهات المعنية والمنظمات الاجتماعية.يعتبر عيدٌ ا مميزا"ينبض بالحنان ويجلب الراحة والأمان، فكلما جاء تاريخه جاءات عطاءات الله لنا من محنة وحب ورحمة والفه، ويحمل معه مشاعر البهجة والتواصل التي نعتز بها.
نحرص على تعزيز هذه القيمة، ونسعى جميعًا للحفاظ عليها، إذ يمثل وجودها في حياتنا، وفي حياة الجميع، سورًا حصينًا نحتمى به. تعتبر عيد هذه المناسبة بمثابة عطلة رسمية تُتيح لأبنائها الاسترخاء، وتستحق بكل جدارة الاحتفال بها. إنها تحظى بأرقى وأجمل ألقاب الأعياد.
إن يوم المرأة العالمي، الذي يحتفل به العالم، هو ثمرة جهود النساء وتعاونهن في السعي نحو نيل حقوقهن، مما يجعل هذا اليوم مميزًا. وبمناسبة هذا اليوم، تنطلق قريحتنا لكتابة عبارات التهنئة لهذا الكائن الرقيق، وهي تعبير صادق عن محبتنا لها. ورغم كل ما نكتبه، فإن
أي جهد تقوم به المرأة تجاه أسرتها، وبصفة خاصة، وفي خدمة وطنها عمومًا، يُعَدُّ جهدًا عظيمًا يستحق التقدير والاحترام. ستظل المرأة رمز الأمان لعائلتها، فهي خُلقت لتكون تجسيدًا للقوة والعطاء، وليس للامتهان. لذا، فلنتعامل معهن برفق، كما أوصانا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: رفقًا بالقوارير.
فالمرأة تمثل قارورة شفافة، تتأثر بكلمة، وتنكسر بكلمة أخرى، وتزدهر بكلمة طيبة. هي معطاءً، ولا تتحمل الكلمات الجارحة القاسية الجافة، التي تفتقر إلى الاهتمام. إن المرأة هي جنتنا على الأرض، وهي الحصن والملاذ الأخير لنا. إنها سيدة الحب وتاج الصبر، وشمسنا في الشتاء، ونسيمنا في الصيف، وقمرنا في ظلمة الليالي الكالحة.
إن مشاعرنا اتجاهها تظل أعمق وأصدق من أي تعبير، مهما كان نوعه، وما نقدمه لها يظل قليلًا بالمقارنة مع ما تستحقه.
على مر العصور، تعرضت المرأة في الجاهلية للعنف وواجهت دوائر من التهميش، حيث كانت تُعتبر حقوقها ناقصة، بل كانت تُهانون أحيانًا وتُدفن العديد منهن في سن مبكرة دون مبرر. وقد تناول القرآن الكريم مسألة كرامة المرأة في مواضع عديدة، حيث كان للآيات التي تتحدث عنهن أثر عميق على النفوس.
أما في وقتنا هذا المتميز بالحداثة والتطور أصبحت المرأة تحتل مكانةً رائدة في تعليم وتربية الأجيال المتعاقبة، إذ تجسد قيمًا عالية من الدقة والتركيز الهادف إلى النهوض بالمجتمع
، حيث تجسد قيمًا سامية من الدقة والتركيز الهادف إلى تعزيز المجتمع والنهوض به
. إن الأراضي القاحلة لا تزهر إلا عندما تجد لها بيئة ملائمة وعناية، كما أن الإسلام قد جاء ليعطي المرأة تكريمًا عظيمًا، إذ أشار إلى أن الجنة تحت أقدام الأمهات. وقد ورد هذا الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إطار رسالة إلهية تستهدف تعزيز مكانة المرأة في المجتمع.
تعيش المرأة اليوم في ظل المجتمع بترحيب كبير، حيث أصبح الاحتفاء بإنجازاتها أمرًا شائعًا يعكس قدرة النساء على التأثير والإبداع في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية والعلمية.
في ختام حديثنا، نتقدم بأسمى التهاني للمرأة في عيدها السعيد، الذي أصبح رمزًا للجمال والتكامل في حياتنا. أهنئ نفسي وأهنئها، وأقول لها: كل عام وأنتِ بخير، أيتها الشجرة الدر التي يمثل ثمارها الأمان ودرع لعائلتها لقد وُجدت لتكون رمزًا للقوة والعطاء، وليس لتكون موضوعًا للإهانة. لذا يجب علينا جميعًا احترام مكانتها وتقدير دورها في المجتمع. إذ يسهم اللطف والحب المتبادلان في تجديد حياتها يوميًا، ويمنحانها إشراقة ونورًا لا ينطفئ.
|