ضياء المحسن
تبرز مسؤولية المؤسسات الخدمية عندما تقدم خدماتها بالشكل الصحيح، من غير أن تميز بين الناس الذين تقدم لهم تلك الخدمة، كما أنها لا تسوق التبريرات في حال فشلها في تقديم الخدمات التي هي من صميم عملها،
بل نجد الكثير من المسؤولين عندما يفشلون في النهوض بمسؤولياتهم يقدمون استقالاتهم ويعترفوا بفشلهم للجمهور وهذا هو عين الصواب، ذلك لأنك عندما لا تكون على قدر المسؤولية يجب أن تترك المكان لغيرك ليقدم ما عجزت عن تقديمه.
أسوق هذه المقدمة والمواطن يعيش في أزمة كبيرة نتيجة غرق بيته والدمار الذي أصاب ممتلكاته التي انفق عليها مبالغ طائلة، والتي أصابها العطب بعد أن دخلت المياه إلى غرف النوم والمطبخ وغرفة استقبال الضيوف.
حقيقة موقف مؤلم جدا وتبريرات غير منطقية ينطلق بها لسان المسؤولين في أمانة بغداد وهي المؤسسة التي تقع على عاتقها خدمة المواطن البغدادي، مع ملاحظة أن أمانة بغداد لديها كوادر بشرية كبيرة وآليات متنوعة، لكنها مع كل موسم من مواسم الشتاء تخرج علينا بتصريحات جوفاء خرقاء تضع من خلالها اللوم على عاتق المواطن مرة،
وعلى السماء لأنها امطرت بغزارة مرة ثانية، وعلى تهالك البنى التحتية مرة ثالثة، ولم تضع اللوم على نفسها لأنها أخفقت في حساباتها والتصرف بعقلانية فيما يتعلق بالتهيوء بموسم الأمطار منذ فترة طويلة، كما أنها لم تعمل على إنجاز مشاريع تتحمل الضغط الكبير المحتمل من الأمطار حتى ولو كانت بنسبة ضئيلة.
إن المسؤولية الأخلاقية لا تقع فقط على أمانة بغداد بل على الحكومة الاتحادية، ذلك لأن الحكومة الاتحادية عملها في قلب العاصمة،
وكان يفترض بها أن تعمل على تقديم تخصيصات مناسبة لتأهيل البنى التحتية الخاصة بمحطات تصريف مياه الأمطار وإلزام الوزارات الساندة بتوفير كل الدعم اللازم، لكن يبدو أن المواطن هو آخر ما تفكر به الحكومة، فهي مشغولة الان في كيفية العودة إلى كرسي الرئاسة وإشباع رغباتها ورغبات من يضمن لها العودة إلى كرسي الحكم،
أما المواطن فليتوكل على الباري عز وجل ويرفع يديه إلى السماء ويتضرع للسماء بأن تنزل غضبها عليهم بدلا من أن تنزل الغيث صيبا.
|