الذي يبحث في حياة المعصومين سيجد العجائب بلا شك .. من الحكمة والنباهة والعقل لا يمكن ان تتوفر الا من قد اجتباه الله عزو وجل
لا سيما في الامام علي بن موسى الرضا سلام الله عليه
قد اختلف في ولادته فمنهم سنة 148ه وهذا الرأي قد اختاره الكليني وهو الرأي المشهور وقد قيل سنة 153ه واختاره الشيخ الصدوق
اما نشأته
فقد نشأ الامام الرضا في بيت العصمة والطهاره تحت رعاية أعبد أهل زمانه واكرمهم وأفقههم واسخاهم وهو والده الامام موسى بن جعفر الكاظم
وكان افضل ولده وأعلمهم وأجمعهم فضلا
واما والدته التي قد اختلفو في اسمها فقد قيل انها الخيزران وقد قيل اسمها تكتم الا انهم قد اتفقوا انها افضل نساء زمانها
وفي نشاته فقد برز شيء لم نلاحظه في الائمه السابقين او حتى الاحققين وهو ولاية العهد وسيكون الكلام حولها
كما تعلمون ان الامام عندما استشهد عمره 55 سنة
فكان تحت رعاية والده 35 سنه واستمر بعد والده في الامامه 20سنه
فعاصر خلاله 3 من الملوك او حكام كما يعبرون
وكما تعلمون ان هولاء الحكام هم غصبه ويعلمون جيدا ان ولد فاطمة هم احق بهم في هذا الحكم ولكن حب السلطه والجاه والمال قد تعمي المرء عن العواقب
فقد عاصر 3 من الحكام
اولهم هارون الرشيد ومن ثمه ولده الامين ومن ثم المأمون
والاخير هو الذي عهد الى الامام الرضا ولاية العهد..
واما في الاولين فقد عاش في مدينة جده المصطفى ص في المدينة المقدسه
وعندما استلم المأمون السلطه واصبح حاكما فقد انتابه القلق والخوف والخطر على ملكه لكي لا يزول ولا يذهب الى غيره فارسل بالاتيان بالرضا من مدينة جده الى خراسان ليكون تحت انضاره
لان البعد الذي كان بين الرضا والمأمون كانت ترعبه ويجعله في حاله قلق فالحل لهذا الامر ليكون مطمئن هو ان يكون قريب منه ويكون ضمن اطار منظومته التجسسية ليكون له العلم بكل خطوه وحركة يفعلها الامام وكان يفعل موارد لتجعله من مطمئن من الامام ومن هذه الموارد والامور هو عقده ولاية العهد للإمام الرضا وجعله شريكا في الحكم وذلك لانه كان يعتقد بمجرد قبول الامام بهذا الامر قد يحقق الاهداف التي كان يخشى منها مثلا كسر شوكة العلووييين وموت الاهداف واندثار شعارتهم مع هذا كله فقد قبل الامام ولاية للعهد ولكن اي قبول ؟ لو لم يقبل الامام لعرض حياته وحياة العلويين وشيعته الى خطر وكما تعلمون إن الامام الرضا هو احرص الناس على شيعته
لما لهم من دور تربوي وتوعوي في حل مشاكل وتراكم الشبهات
حيث ان الامام قد رباهم لهذا الغرض
وكما تعلمون ان لو تم رفض الولاية لكان قد ادى بحياته وحياة شيعته وهيه لا تجلب الاثر كجده ولو كان له الاثر لقبل بالتضيحه ولكن لا تجلب اثر معتد به فلذلك فقد قبلها الامام
ومن ثم ان الامام بقبوله لم يبقى خيار للعباسين الا انهم ان يرضخوا ويقبلوا بان العلوويين. لهم الحكم
ومن ثم لكي لا يرى المسلمون بأن اهل البيت هم فقط فقهاء بل لابد ان يكون لهم دور سياسه ويعلمون لما فيه خير للامه ومع هذا كله ان الامام قد بين للناس حقيقة المأمون وخلال ذلك ازال كل الشبه الموجوده في اذانهم
ففي النهاية فقبول الولاية افضل من التفريط بروحه الطاهره وارواح شيعته وتكون التضحيه بالمجان
|