حسن درباش العامري ||
يقال ان الثوب المستعار لن يزيدك جمالا ولا دفئا …فمن يحاول بناء مجده على المعونات الخارجية فلا مجد له، ومن يحاول إحراز النصر وان كان مظلوما بمعونة أمريكا فسيبقى مغلوبا، إن لم يغلبه عدوه فستستعبده امريكا!
ومثال ذلك استعانة العربية السعودية في عدوانها على اليمن،، حتى وصل الحال بها ضحية استبداد امريكا لتحولهم لبقرة حلوب وتستخف بهم وتحولهم إلى مثل تستشهد به للجبن والخنوع وآخرها وصف ترامب لهم وللكويت (( بالاغبياء الذين يملكون أموالا تخر/ج من آذانهم؟؟))
اي ذل اكبر من ذلك ؟؟
كثيرا ما ارتبط مصير العالم بمزاجية رؤساء الدول الكبيره كالرئيس الأمريكي ودرو ولسون وروزفيلد ورونالد ريكان وجيمي كارتر وبوش الاب والابن ثم اوباما ثم جو بايدن واخيرا ترامب وكذلك الرؤساء السوفيات اليونيد بريجينيف ثم ميخائيل كورباتشوف صاحب نظرية البروسترويكا التي فتت الاتحاد السوفياتي ،
والروس وبوريس يلسن وآخرهم بوتين ..وربما تؤثر بسلوك اي رئيس من الرؤساء الكبار والذين أحدثوا انعطافات حقيقية في مسار المستقبل العالمي وهي المصالح الخاصة لتلك الدول ،وهنا تتوضع مدى اهتمام اولئك الرؤساء بمصالح بلدانهم و تبين الفرق الكبير بينهم وبين سلوك الرؤساء العرب الذين يخضعون لمبدأ علوية المصالح الشخصية الخاصة !! وسرقاتهم المليارية من الأموال العامة، لذلك تجد الشعوب العربية غالبا ما تلعن رؤسائها السابقين وتترحم على القليل منهم ،، وهذا ماتؤكده اي مراجعة في تأريخ الرؤساء العرب !!!
كما أن للقاء الرئس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الأوكراني فيلادويمير زيلانسكي إبعاد اخرى وتوضيح لوجوه التعاملات للكبار مع الدول الصغيرة والتي تعتمد المصلحة والتعالي ،،شرعة و منهاجا لها لتكون مناصرة امريكا لأوكرانيا بمقابل وليست نصرة المظلوم (أو من أجل سواد عيون حلف شمال الأطلسي)فهي تطالب بأستغلال اوكرانيا من خلال الاستيلاء على مواردها الطبيعية والمعادن الثمينة ولا يهمها مصير تلك الشعوب ليجد الرئيس الأوكراني نفسة بدلا من أن ينتقل بأوكرانيا الى مستوى جديد ويحقق مصالحها في الانضمام للاتحاد الأوربي يقف بين أمرين احلاهما مر !
فأما أن يرهن بلده للولايات المتحدة الأمريكية لتسديد الفاتورة القديمة للأسلحة الأمريكية مضافا لها الفواتير الجديدة لتحول اوكرانيا لمستعمرة امريكية أو أن يقف أمام روسيا عاجزا فيفقد اراضي أستراتيجية شاسعة !!!
وهنا سيواجه مسائلة الرأي العام الأوكراني والأحزاب المناوئة له لذلك وصلت إلى حد الاستخفاف به وطرده من المكتب البيضاوي !!!
وكذلك الحال بالرئيس التركي الذي تخلى عن ثوابته الإسلامية من أجل مصالح الكيان الصهيوني وتوسع ما يسمى بأسرائيل في سوريا ….
أما الوجة الآخر للسياسة ترامب(سياسة الكبار الاستعمارية) فتوضح أن النهج الأمريكي في الحكم يعتمد على تحقيق المصلحة العليا للولايات المتحدة والعمل بجد وبشتى السبل القانونية وغير القانونية ،فليس للقانون الدولي أي معنى أمام الطموح الأمريكي ولأن العجز الأمريكي بالموازنة العامة يتعدى ال٣٥ الى٣٧ترليون دولار وهذا الرقم كبير جدا،
ويدفع إلى أن يتجه الرئيس ترامب الذي يتصرف بعقلية التاجر المستبد نحو الدول التي كان قد قدم لها العون والمساعدة ليستوفي منها الديون وفي مقدمتها دول الخليج والعراق ومصر والأردن ومن لم يستطيع السداد عليه أن يطبق مشاريع أمريكية على حساب مبادئه ودينه ومستقبل بلده ،واخرها التهديدات لمصر والأردن ولبنان والعراق ودول أخرى . فعلى العراق أن يمد أنبوب النفط البصره /العقبة ليسدد فواتيره !ويبتعد عن المشروع الاقتصادي الصيني الأكبر في الحزام الاقتصادي وطريق الحرير وعليه أيضا أن يستجيب للمقررات الأمريكية الاخرى !!!
بتفكيك قوته وحل الحشد الشعبي لأنه يمثل مرتكز القوة لديه واستقبال المهجرين الفلسطينيين في الانبار..وعلى مصر والأردن أن توافق على تهجير الفلسطينيين من أرضهم في فلسطين إلى أراضيهما والموافقة على بيع فلسطين للصهاينة.!!مقابل المعونات الأمريكية
وكذلك هي السياسة الروسية فهي أيضا تبحث عن مصالحها قبل مصالح حلفائها وموضوع التنصل عن المعاهدات والاتفاقيات مرهون بتلك المصالح لذلك تتميز السياسة الروسية بالغدر بالحلفاء وهذه ميزة صاحبت الاتحاد السوفيتي لقرون ثم استمرت مع خليفتها روسيا الان …
وهنا يتحقق المثل القائل من تغطى بثوب مستعار فسيقتله البرد. ..
كاتب ومحلل سياسي
عضو مركز القمة للدراسات الاستراتيجية
عضو الرابطة الدولية للخبراء والكتاب السياسيين
|