مـيـرا جـزيـنـي -
يشغل الوضع الجنوبي البال والوسط السياسي مع رفض إسرائيل الانسحاب من التلال الحاكمة الخمس التي احتلتها في حربها الأخيرة.
وفيما لا يزال لبنان يعوّل على الضغط الأميركي لدفعها إلى التزام مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار...
لفت أمس إعلان وزير الدفاع الإسرائيليّ يسرائيل وجود ضوء أخضر أميركي "لبقاء القوّات الإسرائيليّة في المنطقة العازلة في جنوب لبنان، من دون قيودٍ زمنيّة"
معتبرا أنّ "مستقبل قوّاتنا في المنطقة العازلة بجنوب لبنان مرتبطٌ بالوضع هناك".
وزاد أن الجيش الإسرائيلي سيبقى موجودًا في أجزاء من لبنان وسوريا وغزة طالما هناك حاجة لذلك
وأنه يعمل على خطة سنعرفها على أنها دفاع عن الحدود"، واصفا المناطق التي تحتلها إسرائيل في غزة وسوريا ولبنان بأنها "مناطق آمنة".
أما وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر فقال إن بلاده "ستبقى موقتاً في خمس نقاط استراتيجية عالية"، مشيراً إلى أن هذه المواقع ضرورية لأمننا".
*أضاف:* بمجرد أن ينفذ لبنان التزاماته ضمن الاتفاق (وقف إطلاق النار)، لن تكون هناك حاجة للاحتفاظ بتلك النقاط".
يأتي هذا الكلام عشية الموعد الذي حدّدته إسرائيل لمستوطني الشمال للعودة إلى منازلهم في الأول من آذار.
وبالتزامن مع مواصلتها استهداف مناطق لبنانية بذريعة "حق الدفاع عن النفس" الوارد في نص الاتفاق، و"حرية الحركة" المتفق عليها ثنائيا مع الولايات المتحدة.
وعدّت أوساط سياسية الكلام الإسرائيلي عن مناطق آمنة في لبنان وسوريا وغزة و"خطة للدفاع عن الحدود"...
بمثابة ربط ثلاثي يؤشر إلى نية لاحتلال طويل الأمدّ، لا يخرج عن سياق المخطط الإسرائيلي للعب بديموغرافيات
المنطقة المحيطة بها، وهو مخطط قديم لم تتخلّ تل أبيب عنه يوما.
وأعادت الأوساط التنبيه من أن هذا المخطط نهايته التقسيم وخلق دويلات منزوعة الأنياب عند حدود إسرائيل...
تؤمّن لها الأمن والاستقرار الذي تفتقده، تحت عنوان حماية الأقليات، وهو بالتأكيد عنوان جذاب للغرب.
في المقابل، لا يزال لبنان الرسميّ يسعى إلى حشد الدعم العربيّ والدوليّ لضمان انسحاب إسرائيل من النقاط، متكئا على الجهود الديبلوماسية.
كأنه بذلك يقطع الطريق على استعادة الكلام عن مشروعية المقاومة العسكرية.
في هذا الإطار، جددت باريس تأكيدها مواصلة مساعيها لتحقيق انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس وتطبيقها القرار ١٧٠١.
وهو الموقف الذي نقلته الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية آن ماري ديسكوت
مشددة على أهمية دور اليونيفيل والجيش، وضرورة تعزيز هذا الدور.
كما تحدثت عن وجود نية فرنسيّة لتنظيم مؤتمر دولي خاص بلبنان لتوفير الدعم المالي له، على أن يسبق ذلك انطلاق الحكومة بورشة الإصلاحات، وإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة وإداراتها.
|