• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أين شعب المُوت وآ لآ المَذَلَّة؟ أين أصحاب شعار تحرير سوريا؟ .

أين شعب المُوت وآ لآ المَذَلَّة؟ أين أصحاب شعار تحرير سوريا؟

 

 

 

 

 

 إسماعيل النجار

 

في قلب العروبة النابض تمخضَ الجبل فوَلَدَ فأراً فهل المولود هذا بحجم الدماء التي أُريقَت على إمتداد الجغرافيا السورية؟
أسئلة كثيرة تطرح نفسها على الشارع السوري وتحتاج أجوبَة كافية لكي نقتنع بأن ما كانت تُسَمَّىَ (ثورة) هي فعلاً كانت تهدف لإسقاط رئيس لقبوه بالطاغية من أجل نَيل الحرية المزعومة! بينما ما رأيناه أكَدَ لنا بأنهم خلاف ذلك وأنهم مرتزقة ومأجورين وعملاء لإسرائيل وأمريكا والغرب، 
لو أتينا بمقارنة للحكم السابق برئاسة السيد بشار حافظ الأسد واليوم في ظِل الحكم الجديد برئاسة أحمد الشرع فهل الرئيس الذي وَصَل إلى سُدَّة الحكم في دمشق يستحق هذا الثمن الذي دُفِع على إمتداد أربعة عشرة عام من دماء ودمار وإقتصاد وتهجير؟
بكل تأكيد أي عاقل يرفض ذلك لأن النظام السوري السابق كان يعمل ضمن مؤسسات دولة محترمة عليها القيمَة والقدر والشعب السوري كان يحمل هوية مُعترَف بها دولياً رغم تكالب الكَون عليه، بينما اليوم نرىَ وجوهاً كالحة أكَلَ عليها الزمن وشَرِب جُلُّهُم من مُجرمي الحرب والسفاحين وأصحاب الخبرة والمعرفة بأساليب القتل والذبح وتدمير الآثار وتأجيج الفِتَن وتهجير الأقليات والإغتصاب وسَبي النساء وذبح الأطفال،
هذا هو المستقبل الذي رسمت ملامحه أمريكا وإسرائيل للشعوب العربية، جهل قتل فوضىَ وإضعاف، لكي تكون إسرائيل بمأمن أكثر وجميع مَن حولها يتقاتلون ويتناحرون بينما خيراتهم تنهبها الدُوَل الخارجية المارقة وتُبقي الفُتات للشعوب،
وكنا قد رأينا نموذجاً من حضارات الأنظمة التي زرعتها واشنطن في منطقتنا مثل النظام الوهابي السعودي ونظام الإمارات وقطر والبحرين والمغرب والأردن، التي تعيش شعوبها تحت رحمة الإعتقال السياسي والإعدام بالسيف تعذيراً، والمشكلة أن واشنطن تعتبر هؤلاء أنظمة ديمقراطيه بالرغم من عدم تمثيل شعوب بعضهم في برلمان،
إذاً الهدف من إسقاط سوريا كان حصار المقاومة في لبنان وقطع طريق الإمداد إليها وإضعافها، فوقع أغلبية الجَهَلة السوريين بفخ شعار الحرية والتغيير فتهجرَ أكثر من ١٢ مليون سوري إلى خارج البلاد وقُتِلَ أكثر من مليون ودُمِرَت البلاد وعندما تمت المقايضة بين روسيا وأمريكا دمشق مقابل كييڨ تم التسليم والإستلام مما أتاح لإسرائيل فرصة ذهبية كانت تحلم بها بتدمير كامل أسلحة ومواقع ومصانع ومختبرات سوريا العلمية حتى باتت دمشق عبارة عن قط بِلا أظافر وأنياب، واستباح سَفَلَة الجولاني البلاد بطولها وعرضها وانتقموا من شعبها على أساس الولاء والإنتماء المذهبي والديني،
اليوم إسرائيل تحتل جزء كبير من جنوب سوريا، ونتنياهو هدد الشرع في حال أبقى على قوات له في السويداء، وأبناء جبل العرب أصبحوا في كانتون مقفل وسيتم عزله عن باقي البلاد قريباً،
وعمليات التصفية العرقية والدينية قائمة على قدمٍ وساق ضد الشيعه والمسيحيين والعلويين في أرياف حمص وحماه وبانياس وطرطوس، ونتنياهو يتبجح بالأمس بقولهِ أننا ساعدنا المعارضة السورية طيلة ١٤ عام من الصراع في بلادهم وضمدنا جراحهم لذلك يجب أن يُسَلِموا بأن الجولان أرض إسرائيلية للأبد، 
أحمد الشرع الرئيس أو أبو محمد الجولاني الإرهابي لم يُسمَع له صوت ولم ينطق بحرف واحد رداً على تصريحات نتنياهو، 
سوريا إرتحلت إلى التقسيم والقادم عليها أسوأ مِما مَر عليها يبقى الأمل بالعشائر العربية السورية الشريفة لكي تحمل مشعل المقاومة والتحرير وتعيد لسوريا وهجها وتعاقب كل مَن يسعى لتقسيمها، 
قادم الأيام ستخبرنا ماذا سيحصل، 
درعا ستشتعل منها البداية، 

 


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=9463
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 02 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20