حميدة الكعبي
يُعَدّ الطلاق حلاً لمشكلة قد يبدو أنه لا حل لها، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى بداية ضياع. مع وجود أشباه الرجال، يمكن أن يكون الطلاق وسيلة لتصحيح الأوضاع، لكن إذا كان هناك أبناء، بينهم فقد يصبح بدايةً حقيقية للضياع ولكل موقف موازينه الخاصة، وغالباً ما يُعتبر الطلاق نهاية للأوجاع بالنسبة للرجل، بينما يمثل بداية للأوجاع والفوضى والدمار للمرأة. فهل رأيتم منتصراً في هذا المعترك والصراع الظالم، إن لم يكن ذلك على حساب أطراف النزاع جميعها؟
الحقيقة لايوجد اجمل واقدس من العشرة بين الزوجين وما يواجهانه من مصاعب، إلا بالتوبة إلى الله عز وجل، الذي يُذكَّر الله في كتابه الكريم الآية الشريفة في سورة الروم الاية ٢١ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (وبالمودة والرحمة، وهما من أعلى قيم الحياة الزوجية ففيها تسكن الروح للروح وتحس بالأمان.
لكن إن حدث الطلاق، فأمرنا إلى الله، وهو المستعان، وليس لنا سواه.
وهناك رأي آخر يحتاج إلى المزيد من التأمل. إن الطلاق، رغم كونه من أبغض الحلال عند الله، يمكن أن يكون حلاً لمشاكل معقدة يصعب تخطيها. فهو يمثل نهاية للآلام ولكنه قد يؤدي إلى ضياع وتفكك الأسرة، خاصةً مع فقدان الأبناء للاستقرار وشعورهم بالتشرد نتيجة أنانية الآباء والأمهات.
ومع ذلك، إذا استحالت الحياة الزوجية، يمكن أن يكون الطلاق خياراً أفضل، حيث يمكن أن يستقر الأطفال مع أحد الوالدين بما يخدم مصلحتهم التربوية. بشرط أن يتفق الإثنان على أسلوب موحد في التعامل مع أبنائهم، وأن يلتزموا بعدم النيل من سمعة بعضهم البعض أمام أولادهم، مع ضرورة نسيان أي خلافات سابقة.
أما في حالة وقوع الطلاق بدون أطفال، فإن المشاكل قد تكون أقل، خصويةاً إذا كانت هناك فقدان للثقة وعدم التفاهم بين الزوجين.
كمإن فتور العلاقة الحميمة بين الزوجين قد تكون هي السبب مما يؤدي إلى حالة الطلاق، وأن يكون هذا الأمر من موقع ضعيف لكن في بعض المتزوجين عندهم هذا الامر مهم حيث يمكن أن يبحث أحدهما عن شريك آخر بدلاً من شريكه الذي لايعطي الأولوية لهذا الموضوع قد تكون هناك آراء أخرى ترى أن الأمور يمكن أن تعود إلى سابق عهدها، اذا تحللت المشاكل بينهم ولكن من الصعب إعادة بناء الثقة بعد أن تم كسر المشاعر وجرح القلب. ففي بعض الأحيان، يمكن أن نسامح دون أن ننتظر عودة الأمور كما كانت. والصلح خير، لكن لا يمكن الوثوق بشخص خذل قلب امرة ثم تجرأ على التفريط في العلاقة بينهم وأدار ظهره لها بسهولة عند أول أزمة أو زلة. ومن يفكر في مغادرتك بمجرد وقوع مشكلة لا يمكن الاعتماد عليه. ونتسامح، ولكن يجب أن نتذكر أن المكانة ستتغير، فكما لا يمكن إصلاح الزجاج إذا ما انكسر، فإنه من الصعب إعادة الأمور إلى ما كانت عليه وبنفسى جمالها نغفر له فهمه الخاطئ
فإذا تحكم العقل بالعواطف أصبح الحب قادر على شفاء كل جرح، فالجراح تحمل أعظم الأعباء، ومع ذلك تعود الحياة كما تعود الأزهار. وف فيصبح منزلك في كل فصول الحياة، ووسادتي وأماني.
لكن إذا كان يبتعد عنها من دون سبب، فانه لم يكن يدرك أنها بدأت تستمتع برفقة نفسها .أحيانًا، يُعتبر التسامح تجسيدًا للشجاعة، بينما يُعبر الحب عن عظمة الروح. تتمثل طبيعة الإنسان في قدرته على التغيير، رغم أن صورته الأصلية تبقى ثابتة. تتطلب الحياة منا أن نتعامل مع الآخرين بصدق، إذ لا يوجد إنسان كامل بنسبة مئة بالمئة؛
إن الحياة تتطلب منا التأمل في كيفية تعاملنا مع الآخرين، إذ ينبغي أن ندرك أنه لا يوجد إنسان كامل. الإنسان كائن بشري يتعرض للخطأ والصواب، وليس مخلوقًا ملائكياً. كلنا نخطئ ونصيب، وهذه هي طبيعة الحياة ومن الضروري أن يكون لدينا قلب صافٍ عند تعاملنا مع الآخرين، فهو الذي يوجه اختياراتنا وتفاعلاتنا. إن القلب والعقل هما دليلانا في هذه الحياة.
وموضوعنا بحكمة عميقة في أهمية الدعاء وقوة الإيمان في مواجهة التحديات. في حال تعرضنا لمشاكل صعبة لا نستطيع حلها، ينبغي علينا اللجوء إلى الدعاء والتقرب إلى الله، لنتحصل على العون في إعادة النظر في مسألة الطلاق، ولتمهيد الطريق لعودتنا إلى الحياة المشتركة، إذا كانت هناك رغبة حقيقية في استعادة العلاقة بينالطرفين.
|