• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البلطجة الترامبية تجاه العراق أهدافها ومخاطرها..! .

البلطجة الترامبية تجاه العراق أهدافها ومخاطرها..!

 

 

 

 

 

 

د. جاسم يونس الحريري ||

بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
jasimunis@gmail.com

دونالد ترامب، الرئيس ال47 للولايات المتحدة الامريكية والمعروف من قبل بتصريحاته النارية وبنرجسيته، بدأ مسيرته سنة 1980، وجمع ثروة ضخمة من مجال العقارات والمباني الفاخرة، ومن استثماراته في الفنادق والكازينوهات وملاعب الغولف.

عبر تلك الثروة التي جمعها، وأصبح ترامب من المشاهير، خاصة في مجال السياسة، وزادت شهرته بعد دعمه للجمهوري ((رونالد ريغن))، في الانتخابات الرئاسية لعام 2000. ثم بدأ دونالد مشواره السياسي، فكان هو من أثار ضجة التشكيك في جنسية ((باراك أوباما)) في انتخابات 2008، وذلك بهدف التشكيك في أهليته لمنصب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد استثمر دونالد ترامب هذ الضجة، فظهر في حزيران/ يونيو 2015 ليعلن ترشحه لانتخابات عن الحزب الجمهوري تحت شعار “استعادة أمريكا العظمى”.

وبدأ يكيل الاتهامات في جميع الاتجاهات، فأبدى معارضة للنظام القائم، ودعا لثورة مضادة، وأبدى معارضة للنخبة السياسية في واشنطن؛ التي ترسم سياسات البلاد، خاصة أنه صاحب ثروة كبيرة ولن يعتمد على أموال الممولين، وقد أبدى معارضة للسياسة الاقتصادية لأمريكا، وموقفا عدائيا تجاه الوافدين على أمريكا، خاصة من المسلمين.

وقد بلغ ترامب أقصى درجات التطرف ورفض الأجانب، حين دعا في حزيران/ يونيو 2015لبناء جدار على طول الحدود المكسيكية، ودعا بعد ذلك لمنع المسلمين من دخول أمريكا، ووقف خدمة الإنترنت في العالم كحل لمحاربة ((الإسلام المتطرف))!!!.

سيطرة دونالد ترامب على الشبكات الاجتماعية مثل الأنستغرام وتويتر، أسهمت في نجاحه في تحصيل عدد كبير من المتابعين، ولذلك وجدت وسائل الإعلام التقليدية نفسها مجبرة على تتبع أخباره. منذ سنة 2011 وهو محاط بمجموعة من الشباب المختصين في التسويق الرقمي، أبرزهم ((جوستين مكونيي))، الذي اقترح عليه العمل على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد استثمر دونالد ترامب وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أنها مجال واسع لحرية التعبير وإبلاغ الأفكار دون حدود ودون رقابة رسمية.

اليوم ترامب رجع رئيسا لامريكا ويحمل في جعبته قيحا أصفرا تجاه العراق .

وفي هذا الاطار نشرت جريدة “إلباييس” الإسبانية مقالا للكاتب ((لويس باستاس)) تناول فيه انطلاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية، حيث بدأها كالصاروخ، أكثر تركيزا واستعدادا من أي وقت مضى، ومسلحا بأجندة واضحة: إحداث صدمة ورعب عبر قرارات صارمة وتهديدات قصوى، على غرار ما يحدث في مستهل الحروب بالقصف الجوي المكثف. ولفت الكاتب إلى أن نهج ترامب معروف، فهو يعكس فلسفته التي تجسدها فكرة “فن الصفقة” التي عنون بها كتابه، والتي تقوم على فرض الشروط بدلا من التفاوض عليها.

واليوم، يطبق هذه العقيدة مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ((ستيف ويتكوف))، الملياردير العقاري الذي يفتقر إلى أي خبرة دبلوماسية، لكنه شريك ترامب في لعبة الغولف، مما يجعله مطلعا عن كثب على أسلوبه القائم على الصفقات والابتزاز، وكذلك ميله للكذب، حتى أثناء ضرب الكرة.

في الليلة المهيبة لحفل التنصيب، خاطب ((ويتكوف)) آلاف المناصرين لترامب، متحدثا عن أسلوبه في تحقيق السلام عبر “عروض لا يمكن رفضها”. وهذا ما حدث بالفعل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم ((بنيامين نتنياهو))، الذي انصاع تماما لأوامر ترامب،

بعد أن تجاهل على مدار 15 شهرا ضغوط إدارة جو بايدن.واعتبر الكاتب هذه الدبلوماسية، دبلوماسية “المعاملة بالمثل”، لكن وفق تعريف خاص: القوة مقابل الاستسلام، والصفقات الآنية بدلا من القواعد المستقرة، فهو عالم بلا مبادئ، تديره المصالح المطلقة، ويخضع فيه الضعفاء لإرادة الأقوياء.

ويبدو أن من مخاطر بلطجة ترامب تجاه العراق خفض أسعار النفط العالمية، مما يضع الاقتصاد العراقي، الذي يعتمد بشكل شبه كامل على عائدات النفط، في موقف صعب جدا . بالإضافة إلى ذلك، قد تعيد واشنطن فرض قيود على التحويلات المالية العراقية إلى إيران، مما يعمّق أزمة الاقتصاد والكهرباء التي يعاني منها العراق بالفعل.

ومن تبعات سياسة ترامب الصارمة تجاه الدولار ستشدد الرقابة على المصارف العراقية،

ما قد يؤدي إلى شلل اقتصادي كامل في التعاملات التجارية في العراق وفي أسواق ومنافذ الصريفة العراقية وتعاملاتها الداخلية والخارجية. أن التجارة مع إيران، التي تقدر بـ12 مليار دولار، والإنفاق السياحي العراقي في إيران الذي يبلغ 3 مليارات دولار، سيشكلان نقاط ضغط يمكن أن تستخدمها إدارة ترامب لتحقيق أهدافها السياسية.

كما أن اعتماد العراق على إيرادات النفط بنسبة 97%، يجعل البلاد عرضة لتقلبات السوق. ومع سياسة ترامب الداعمة للتوسع في إنتاج النفط الأمريكي، قد تتراجع أسعار النفط، ما سيؤثر سلباً على الموازنة العراقية التي تعاني أصلاً من عجز متفاقم. عودة ترامب إلى الرئاسة تضع العراق أمام اختبار صعب.

البلد الذي لا يزال يعاني من تبعات الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 والصراعات اللاحقة، يجد نفسه مرة أخرى في قلب عاصفة جيوسياسية قد تعيد تشكيل ملامح المنطقة بأكملها.

أن عودة ترامب وصعوده الى سدة الحكم ليست مجرد تغيير في قيادة البيت الأبيض فحسب، بل هي اختبار جديد للعراق الذي يقف على مفترق طرق، حيث التحديات الداخلية تتشابك مع الضغوط الخارجية.

فالحكومة العراقية والقوى المشكلة لها، ستحتاج إلى إدارة دقيقة وحذرة للعلاقة مع ترامب وفريقه المتشدد بسياساته، لا سيما وأن حدود التأثير السلبي لإدارة البيت الأبيض الجديدة لا تتردد بضرب السيادات والاقتصادات للدول الاخرى ومن ضمنها العراق حتما.

ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية “راي اليوم” مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع للدعم:


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=9384
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 02 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20