مواجهات تخوضها قوات سوريا الديمقراطية
شهد الموقف السياسي لقوات الديمقراطية "" مؤخرًا تحولًا لافتًا في علاقتها مع ، حيث ظهرت مؤشرات على استعداد الطرفين للحوار حول مسألة الاندماج العسكري، إلا أن هناك نقاطًا حرجة تهدد بقطع "خيوط التفاوض".
وفي الوقت الذي يصر فيه البعض على أن "قسد" لا تزال ملتزمة بمواقفها المتعلقة بالخصوصية العسكرية والإدارية في مناطقها، يعتقد آخرون أن هناك فرصًا لتوصل الطرفين إلى اتفاقات سياسية تأخذ في الاعتبار الوضع الراهن في سوريا.
من جهة أخرى، يرى خبراء أن الحكومة السورية تسعى بشكل جاد إلى إيجاد حل سياسي يعيد وحدة الأراضي السورية، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد.
أخبار ذات علاقة
ويتفق هؤلاء الخبراء على أن دمشق تفضل الحلول السياسية على الحلول العسكرية، وذلك في إطار الترتيبات التي قد تسهم في إعادة التوازن السياسي في البلاد، في وقت تقترب فيه استحقاقات وطنية مهمة، مثل تشكيل حكومة انتقالية وعقد الحوار الوطني.
ومع ذلك، يظل هناك قلق من أن استمرار بعض الانقسامات قد يعقد التوصل إلى تسوية شاملة، خاصة في ظل استمرار السيطرة على مناطق خارج نطاق سيطرة الحكومة، إذ يعتقد محللون أن الحوار بين الأطراف المختلفة قد يكون هو الحل الوحيد لإرساء أسس الاستقرار والنهوض بالبلاد.
انضمام مع الحفاظ على الخصوصية
يقول رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني، طلال محمد، إن موقف قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ثابت ولا يوجد فيه تحول من الحكومة السورية المؤقتة فيما يتعلق بالاندماج مع الجيش السوري الجديد، وتسليم المقار الحكومية.
وأضاف أن قيادة "قسد" منذ بداية تأسيسها كانت واضحة وصريحة في موقفها، بما في ذلك منذ بداية تأسيس الإدارة الذاتية، وسقوط النظام السابق، واستلام الإدارة العسكرية الجديدة دفة الحكم، كما أكد أن الاجتماع الذي تم مؤخرًا بين قسد والإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية كان لمناقشة وتداول أهم المستجدات، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها سوريا.
وأوضح أن الأمور التي تمت مناقشتها في الاجتماع تتعلق بوضع المؤسسات العسكرية والخدمية والأمنية، بالإضافة إلى وضع السجون التي تحتجز عناصر تنظيم "داعش"، مؤكدًا أن "قسد" واضحة في مقترحاتها الخاصة بالحوار، حيث لم يكن لديها أي مانع من الانضمام إلى الجيش، ولكن مع الحفاظ على خصوصيتها ودورها في شرق البلاد.
وأشار إلى أن "قسد" لن تسلم سلاحها مقابل انخراطها في الجيش السوري الجديد، كما لا يمكن البدء بأي عملية للضم إلا عبر اتفاق سياسي، وهو ما أكده القائد مظلوم عبدي، حين قال: "يجب أن يكون هناك نظام سياسي لا مركزي".
وأضاف أن الجديد في موقف "قسد" هو تهنئة مظلوم عبدي للرئيس أحمد الشرع بتوليه الرئاسة ودعوته لزيارة المنطقة، انطلاقًا من ثبات "قسد" على مواقفها، حول وحدة الأراضي السورية.
أخبار ذات علاقة
"لا اتفاق منجز حتى الآن"
فيما أكد الأكاديمي والباحث السياسي فريد سعدون أن لا اتفاق منجزًا حتى الآن بين "قسد" والحكومة السورية، بل هناك مجموعة من التفاهمات.
وأوضح أن ما تم تسريبه من معلومات يشير إلى البنود التي وافقت عليها "قسد" خلال الاجتماع الثلاثي بين الإدارات العسكرية والسياسية والتنفيذية، مضيفًا أن هذه الإدارات الثلاث اتفقت على جملة من النقاط التي ستُتخذ كمبدأ يبنى عليها مع دمشق، حيث إن موقف "قسد" واضح فيما يتعلق بالاندماج في الجيش، وأنهم سيشاركون ولكن عبر تنفيذ بعض المقترحات المتعلقة بكيفية الانضمام
|