• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : صناعة العداء الوهمي ضد التشيع كشف التخاذل العربي وخيانة القضية؟! .

صناعة العداء الوهمي ضد التشيع كشف التخاذل العربي وخيانة القضية؟!

 

 

 

 

ضياء ابو معارج الدراجي ||

في خضم الصراعات الإقليمية، تتكشف حقيقة المخاوف التي تحكم قرارات بعض الأنظمة العربية، تلك المخاوف التي دفعتها للتحالف العلني أو الخفي مع الكيان الصهيوني، ليس حبًا فيه، ولكن رعبًا من محور المقاومة، وعلى رأسه إيران وحلفاؤها.

إن الخوف من إيران ليس مجرد خلاف سياسي أو عقائدي، بل هو امتداد لمنظومة الخنوع العربي التي استبدلت عدوها الحقيقي بعدو مصطنع، وباعت القضية الفلسطينية في أسواق المصالح الغربية، متوهمة أن بقاءها مرهون برضا القوى الكبرى وليس بإرادة الشعوب.

فبدلًا من دعم المقاومة، هرعت بعض الأنظمة العربية إلى تمويل حملات انتخابية في واشنطن لصالح شخصيات سياسية تراهن على ضرب إيران، لكن المفاجأة كانت أن هذه الرهانات جاءت بنتائج عكسية، إذ رفض ترامب المواجهة المباشرة مع إيران وفضّل صفقة “بيع غزة” على ضرب محور المقاومة.

لقد أنفقت بعض الدول العربية المليارات على شراء الأسلحة، ليس لمحاربة العدو الصهيوني، بل لضمان استمرار التفوق الإسرائيلي من خلال تدمير البنية التحتية للمقاومة في غزة ولبنان، بل إن بعضها تكفّل حتى بدفع تكاليف الطلعات الجوية الإسرائيلية.

وليس ذلك فحسب، بل تحولت وسائل إعلام هذه الدول إلى أبواق تخدم الدعاية الصهيونية، فبدلًا من فضح جرائم الاحتلال، أصبحت تستهدف محور المقاومة وتصوّره كخطر أكبر من العدو نفسه!

وعندما انتهى القصف على غزة، لم يكتفِ هؤلاء بالصمت، بل رضخوا للضغوط الدولية لتهجير أهلها إلى أراضيهم، محاولين التملص من المسؤولية بإلقاء اللوم على محور المقاومة.

فأصبحوا بين خيارين: إما استقبال النازحين الفلسطينيين وإفراغ غزة لصالح الكيان، أو مواجهة ضغوط القوى الكبرى التي اعتادت ابتزازهم.

ما حدث مع بشار الأسد درس يجب أن لا يغيب عن بال هؤلاء، فحينما تخلى عن محور المقاومة وانجرّ خلف الأوهام العربية، وجد نفسه وحيدًا في مواجهة حرب اطاحت به.

واليوم، فإن من يخون المقاومة ويتحالف مع الصهاينة، سيجد نفسه في النهاية مستهدفًا من قبل نفس القوى التي يدفع لها الجزية، لأن من يتخلى عن قضايا أمته يصبح بلا قيمة حتى لدى أسياده.

أما محور المقاومة، وعلى رأسه إيران والعراق وحــ الله ـزب واليمن والحشد الشعبي، فقد أثبت أنه الوحيد القادر على تغيير المعادلات، والوحيد الذي ترتعد أمامه قوى الإرهاب، بينما يهرب منه كل من يحاول فرض نفسه بالقوة. هذا المحور لا يستجدي الحماية من أحد، بل يصنع المعادلة بنفسه، ويعرف جيدًا أن العدو لا يفاوض إلا من يملك القوة.

في النهاية، يبقى السؤال: متى يفهم بعض العرب أن التبعية لن تحميهم، وأن من يركع اليوم لن يجد من يرفعه غدًا؟ فبين محور المقاومة ومشروع التخاذل، لا مكان للحياد، ولا قيمة للجبناء في معادلة الصراع الأبدي بين الأمة وأعدائها.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=9209
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 02 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20