• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وظائف الشباب المنتظرين لدولة الامام المهدي عليه السلام..! .

وظائف الشباب المنتظرين لدولة الامام المهدي عليه السلام..!

 

 

 

 

د . مسعود ناجي إدريس ||

 

لا شك أن الشباب هم أحد أهم أصول المجتمع. لأن طبيعة الشباب النقية تكون دائماً مصحوبة بالإثارة والنشاط.

 

إن تقدم وتميز أي مجتمع يعتمد على تقدم شبابه.
الشباب هم الذراع القوي للدفاع والبناء في كل المجتمعات.

في جميع المجتمعات البشرية، يعتبر الشباب رمزاً للحيوية والنمو ويرتبطون ارتباطاً مباشراً بالتطورات الاجتماعية والثقافية في مجتمعهم.

ولذلك كان الشباب دائما موضع اهتمام خاص من قبل الرسل الإلهيين والمصلحين.
بالنظر إلى طبيعة الشباب وعقائدهم وشخصيتهم في عصر الظهور فإن أكثر أصحاب إمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) هم من هذه الفئة السنية.

لأنهم يمتلكون صفات مثل الصفاء الداخلي، والجمال، والشجاعة والإقدام، والحداثة، والوفاء، والحرية، والتضحية، وغير ذلك، وكلها تتجلى في حكم أمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف)
.[ر.ک: قرآن، مهدی و الشباب.]
والآن نريد أن نرى ماذا ينبغي للشباب المحبين للإمام أن يفعلوا في زمن الغيبة؟
يتم دراسة الواجبات الرئيسية والمهمة للشباب المنتظرين في أربعة أقسام: 1. المعرفة 2. الحب 3. الطاعة 4. النشاط.

1. المعرفة: من الأمور الحيوية والأساسية في معرفة إمام زماننا (عجل الله فرجه الشريف) هو العلم، فهو مصدر النمو والرفعة: يقول الإمام علي (عليه السلام) في رسالة إلى كميل عن أصل المعرفة: «لا توجد حركة أو نشاط إلا إذا احتوت المعرفة والوعي.[تحف العقول، ص 171.].»

إن قضية المهدوية تحتاج إلى علم وفهم أيضاً. ولذلك ينبغي على الشباب أن يتعرفوا أكثر على إمام زمانهم والقضايا المحيطة به.

أبو نصر (من خدم الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ومن الذين حظوا برؤية الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) قبل غيبته.قال: دخلت على صاحب الزمان فقال: علي بالصندل الأحمر فأتيته ثم قال: أتعرفني؟ فقلت نعم، قال: من أنا؟ فقلت: أنت سيدي وابن سيدي، فقال:

ليس عن هذا سألتك، قال طريف: فقلت جعلت فداك فسر لي قال: أنا خاتم الأوصياء وبي يدفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي.
الغيبة للشيخ الطوسي: عن طريف أبي نصر الخادم مثله[کمال الدین، الشیخ الصدوق ج 3، ص 171.].»

إن معرفة الإمام معرفة صحيحة هي الطريق إلى معرفة الله الحقيقية. يقول الإمام الصادق (عليه السلام ) في هذا الصدد: «… إن لنا عليكم ثلاثة حقوق: أن تعرفوا فضلنا، وأن تتبعونا، وأن تنتظروا الفرج…»[اصول کافی، کلینی، ج 2، ص 173.]

ولذلك فإن معرفة إمام الزمان (عليه السلام) في زمن الغيبة هي سر حياتنا وهويتنا. من الضروري أن نعرف إمامنا؛ لأنه إذا لم نعرفه فإننا سنكون مضللين ونعيش حياة جاهلة: «من لم يعرف امام زمانه يموت ميتة الجاهلية [کمال الدین، ج 2، ص 409.].» كما قال امام الصادق (عليه السلام ) «لا يتقبل الله عمل عبد الا بمعرفتنا [اصول کافی، ج 1، ص 142، باب النوادر.].»

2. المحبة: الحب يخضع للمعرفة والفهم، وكلما كانت المعرفة أكثر، كلما كان الحب أعظم.
إذا كان الإنسان ذو طموح عالي فإنه سيسعى إلى حبيبته الحقيقية. إذا أحببنا إمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) وأحببناه فإننا نأخذ لون الحبيب ونحمل عطره معنا. لأن إمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه) يحبنا حتى يدفع عنا البلاء ويدعو لنا. ما أجمل أن يكون هذا الحب متبادلاً؛ وهذا يعني أننا، كمحبين، يجب أن ندعوا ايضاً من أجل ظهوره وصحته. لا ينبغي أن يكون الأمر أننا نلجأ إليه فقط عندما نكون في مشكلة.
علينا أن نعيش بطريقة ترضي قلب جلالته. من يدعي أنه يتمتع بمحبة الاولياء ونصرتهم، يجب عليه أن يجعل تنفيذ رغباتهم على رأس قائمة أفعاله.

3 . الطاعة:
من جمال مرحلة الشباب وملذاته قضاء العمر في طريق الطاعة الإلهية، التي تجلب اهتمام الله ورضاه. قال النبي( صلى الله عليه واله وسلم): «إن الله يحب الشاب الذي يعمر شبابه في طاعة الله».[میزان الحکمه، ری شهری، ج 5، ص 9.].

“ويجب أن يعلم أن طاعة ولي الله من طاعة الله، وينبغي لمن ادعى محبة الله وإمام الزمان عجل الله فرجه الشريف أن يجتهد في طاعته، وقد جاء ذلك في زيارة الجامعة الكبيرة.”«مَنْ أَطَاعَکُمْ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه ».

«جابر بن عبدالله انصاری» يقول: الامام الباقر علیه السلام قال لي : «هل يكفي من يدعي أنه شيعي أن يقول فقط أنه يحبنا؟ والله إن شيعتنا ليسوا إلا من يخاف الله، معروفاً بالأمانة، وكثرة الذكر، والصيام، والصلاة، وبر الوالدين، وغير ذلك.».

ولذلك يجب على الشاب المنتظر إظهار اهتمامه وحبه لله وأهل بيته (عليهم السلام) أن يكون أيضاً مطيعاً لأمره. ولكن إذا ارتكب أحد معصية، فإن طريق الله ليس مكانًا لليأس؛ بل إن طريق التوبة والتكفير مفتوح. وكما أن إمام العصر (عليه السلام) نفسه يطلب من الله تعالى أن يوفق الشباب للرجوع والتوبة: «يا إلهي! تفضل … علی الشباب بالانابه و التوبه.»[مصباح کفعمی، ص 280.]

الشاب الذي يتخلى عن الشهوة ويسلك طريق الطاعة يبدأ رحلته السماوية ويصبح كالملاك. كما قال النبي (صلى الله عليه واله وسلم): «يقول الله تعالى: يا شاب تارك الشهوات! “أنت بمنزلة بعض الملائكة عندي.”.[کنزالعمال، ج 15، ص 785، ح 43106،]

4. النشاط: الدور الرئيسي للشباب هو أن يكونوا نشطين وديناميكيين ومواكبين للتطورات في مجال المهدوية. وبما أن أعداء المهدوية نشطون جداً فإن التوقعات من شباب المسلم المومن أكبر. لأن لديهم مكانة خاصة عبر التاريخ وسيستمرون في ذلك في المستقبل.
وضع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يده المباركة على كتف سلمان الفارسي فيما يتعلق قال: أصحاب الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) يقصدون أبناء هذا الشخص. ثم قال: لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من فارس …[معجم احادیث الامام المهدی عجل الله تعالی فرجه الشریف ج 1، ص 374.]

لذلك يجب على صحابة ومحبي الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في فترة الغيبة أن يرفعوا رؤاهم نحو الله والإمام، ولأن خطة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) عالمية، فيجب على صحابته أيضاً أن تكون لديهم رؤية واسعة وعالمية وأن يصمموا الاستراتيجية الصحيحة لتمهيد الطريق لظهور الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وثورته العالمية. ومن ناحية أخرى، يجب أيضاً تعزيز روح الشجاعة والتضحية والتسامح والتضامن والصمود.

وفقنا الله جميعاً إلى اكتساب صفات وخصال أصحاب وانصار أمام الزمان (عجل الله تعالی فرجه الشریف) ، حتى نكون في المرحلة الأولى مؤمنين بالمهدي، وفي المرحلة الثانية ناصرين للمهدي، وفي المرحلة الأخيرة نعيش حياة المهدي الحقيقية ان شاء الله.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=9177
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 02 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 20