محمد صادق الحسيني ||

ما يجري الترويج له من قبل القوات الجولانية بإحتلالهم قرى لبنانية فهو غير صحيح ، وإنما دخولهم الى قرى سورية بحتة أمثال : حاويك ، جرماش، وادي حنا ، زيتا ، مطربة، … الخ… كان يقطنها سابقا ٣٠ الف لبناني نزح معظمهم الى لبنان بعد سقوط النظام في سوريا.

فالجدير ذكره ان هناك ١٧ قرية حدودية داخل الأراضي السورية يقطنها لبنانيون منذ ما قبل قيام الجمهورية اللبنانية والسورية وهي امتداد لعائلات وعشائر لبنانية شيعية في الداخل اللبناني : جعغر ، ناصر الدين ، الحاج حسن ، زعيتر ، نون ، الجمل، ادريس ، السحمراني ، ماندو، عنقة ، صقر …. الخ….

بعد سقوط النظام في سوريا ، نزح قسم كبير من هذه العائلات الى الداخل اللبناني وخاصة البيوتات التي يتواجد على الأقل نفر محسوب على المقاومة او يعمل معها.

ما حصل يوم الجمعة بتاريخ ٧ شباط ٢٠٢٥ ، هو محاولة القوات الجولانية الدخول الى بلدة قنافد اللبنانية وتصدي أبناء تلك المنطقة لهم ، مما تسبب بوقوع اصابات ادت الى استشهاد وجرح عدد من عشائر الهرمل.

جاء هذا التعدي على السيادة اللبنانية بعد يوم واحد من توترات حصلت على خلفية خطف وخطف مضاد انتهى ليلا بالتبادل.

بغض النظر عن مسببات الحوادث ، تبقى حقيقة واحدة ، هي تعرّض أرض لبنانية للإعتداء من قوى خارجية ، وهنا يبقى واجب الدولة ولا سيما الجيش اللبناني التي تقع عليه حماية الحدود وهي من صلب مهامه ، إضافة الى دور الأطر الديبلوماسية اللبنانية للضغط على النظام الجديد في سوريا لوقف هذه الإنتهاكات بغض النظر عن ملف تهجير عشرات الآلآف اللبنانيين المقيمين في القرى الحدودية السورية.