✍مانع الزاملي ||
اقتضت الفطرة والذوق وحب الآخرين ان تشاركهم في فرحهم ، لماذا ؟
لأن ذلك من مصاديق المحبة وتبادل الاحاسيس ، ويترتب على ذلك انعطاف قلوب الناس بعضهم على بعض ،
انا افرح لفرح صديقي او زميلي او جاري او بن منطقتي حتى احسسه ميلي وودادي الذي ينقلب فطريا الى حب متبادل واحترام موازي وهكذا تتقارب المجتمعات وهكذا يتم التراحم ( وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) ،
وعكس ذلك احزن او اتظاهر بالحزن لكي اشارك الاخرين مصابهم مما يخفف من غلواء حزنهم مما يؤدي تلقائيا الى المودة المتبادلة ،
هذا الامر يكون محببا ومندوبا وواجبا في آل النبي صلوات الله وسلامه عليه وعليهم ،في الحديث عن الامام الصادق (عليه السلام) (رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا)
أي ان شيعة أهل البيت (عليهم السلام) خلقهم الله تعالى مما فضل وتبقى من الطينة التي خلق الله تعالى منها أهل البيت (عليهم السلام) لذا فهم مرتبطون بأصلهم ومن علامات هذا الارتباط أن الشيعة يفرحون لفرح أهل البيت (عليهم السلام) ويحزنون لحزنهم. على هذا نحن نفرح هذه الايام بمواليد ائمة الهدى من ال محمد الحسين السبط ومؤسس الوفاء والتفاني ابي الفضل العباس ،
وسيد الساجدين الامام علي بن الحسين عليهم آلآف التحية والسلام ، لعلمنا اليقين ان يوم مولدهم كان سرور آبائهم الاطهار ومشاركتنا لفرحهم سيعود علينا بالاجر والثواب وحسن المنقلب ،
(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون} [يونس: 58]
فالفرح بفضل الله ورحمته شي محبب وهل هناك نعمة اكبر من نعمة الائمة عليهم السلام ، فمبروك لشيعة علي فرحهم بقادتهم وشفعاؤهم يوم لا ينفع مال ولابنون ، والعاقبة للمتقين
|