• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : العراق .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أشكِّك في رواية سعدون القيسي بشأن قتل السيد محمد باقر الصدر..! .

أشكِّك في رواية سعدون القيسي بشأن قتل السيد محمد باقر الصدر..!

 

 

 

 

د. علي المؤمن ||

رواية قتل السيد الشهيد محمد باقر الصدر التي كشف عنها سعدون صبري القيسي، أثارت عندي شكوكاً كثيرة واستغراباً حيالها، وقد تضمنت الرواية اعترافه بأنه هو الذي أقدم على قتل الصدر؛ كونه مسؤول الشعبة الخامسة في مديرية الأمن العام. وهذه الرواية فيها تبسيط مخل جداً، وكأنّ السيد الصدر مجرد معتقل عادي وتمت تصفيته بكل بساطة وانسيابية، وفق مزاعم القيسي.

تتعارض هذه الرواية مع النتائج التي توصلتُ إليها قبل (40) سنة تقريباً، بعد بضع سنوات من المتابعة، وتحديداً خلال الفترة من 1983 إلى 1987، وقد نشرتُها في كتاب «سنوات الجمر» الصادر في العام 1993. ولعلّي بذلك؛ أول من وثّق عملية قتل السيد محمد باقر الصدر، ووقائعها ومكانها وزمانها وشخوص العملية وأداوتها.

قد استندتُ في ذلك إلى خمس شهادات، ثلاث منها مباشرة:

1- شهادة السيدة خالدة عبد القهار، السكرتيرة الخاصة لصدام حسين، وقد استمعتُ إليها في طهران عندما لجأت هي وأسرتها إلى إيران في العام 1985، وأقامت لفترة في مجمع اللاجئين العراقيين في مدينة كرج، وقد دونتُ الوقائع بالتفاصيل والجزئيات، باعتبار أن السيدة خالدة كانت حاضرة فيها، وقد شاهدت السيد الصدر والسيدة آمنة وسمعتهما، وسمعت الحوارات بين صدام والصدر، وتلمّست التعذيب داخل القصر الجمهوري. وكانت السيدة خالدة مصدري الرئيس الذي جعلني أطابق الشهادات الأخر معها. واعتقد أن السيدة خالدة موجودة حالياً في أمريكا ويمكن الاستماع إلى شهادتها.

2- شهادة الطبيب الخاص لصدام حسين، وهو مسيحي آشوري، لجأ إلى إيران أيضاً، وكان يقيم في مجمع اللاجئين العراقيين في مدينة كرج، وكانت شهادته مطابقة لكلام السيدة خالدة. ولا أدري إن كان لا يزال حياً؛ لأنه كان خلال العام 1986 في الخمسينات من عمره.

3- تقرير الشيخ صادق الخلخالي، والذي استمعت إليه منه في قم مباشرة أيضاً خلال العام 1983، وذكر بعض التفاصيل التي تجمّعت لديه بناء على تقارير خاصة. وعندما استمعت إلى شهادة السيدة خالدة عبد القهار ورواية أخرى عن السيد محمود دعائي فيما بعد، وجدتهما تتطابقان أيضاً مع رواية الشيخ الخلخالي.

أما الشهادتان غير المباشرتين؛ فهما:

1- شهادة السيد محمد صادق الصدر، ابن عم السيد محمد باقر الصدر ووالد المرجع السيد محمد الصدر، والذي كان الوحيد الحاضر من آل الصدر في الدفن، وقد ذكر آثار التعذيب وحرق لحية الشهيد الصدر وأثر رصاصة في جبينه. وقد نقلتُ شهادته من أحد علماء الدين الذي سمعها منه، وهاجر إلى إيران فيما بعد.

2- شهادة السيد زهير العميدي، الدفان النجفي الذي نقل جثمان السيد الصدر إلى موقعه الثاني، والتي أدلى بها تفصيلاً أكثر من مرة بعد العام 2003، وهي تتعارض أيضاً مع اعترافات سعدون صبري القيسي، لأن السيد زهير شهد بوجود أثر رصاصة على جبين السيد الصدر، وطعنات سكين في صدره، وأن لحيته كانت محروقة، وآثار تعذيب أخرى، وهو نفس ما توصلتُ إليه في توثيقي قبل (40) سنة وما ذكره السيد محمد صادق الصدر ، في حين ذكر القيسي بأن أطلق الرصاص على صدر السيد الصدر بغدارته.

وبالتالي؛ فإن مجرماً جلاداً كسعدون صبري القيسي لا يمكن الوثوق بسردياته، وهو يخفي الحقيقة كما يبدو، لأسباب كثيرة، ربما إحدها التغطية على جريمة رئيسه صدام حسين، الذي قتل السيد محمد باقر الصدر بيده، ولذلك؛ ينبغي استمرار التحقيق، وبدقة أكبر، لمعرفة حقائق تلك الفترة الدامية المظلمة، وخاصة ما يتعلق بعملية قتل السيد محمد باقر الصدر.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=9089
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 02 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7