محمد صادق الهاشمي ||
كثفت الجبهة الصهيونية حملتها الاعلامية ضد المقاومة؛ لترسخ في العقل الاسلامي الاحباط وتشيع بان المحاور المقاومة خرجت منكسرة، وان اسرائيل خرجت منتصرة، وقد بنى الغرب من خلال اعلامه نظريات عميقة متجذرة في الوهم بان الانتصارات المزعومة من الكيان والغرب تؤسس الى تفكك المقاومة واضعافها وافشالها.
وتحدثت الدوائر الإعلامية الصهيونية عن تراجع ايران عن مشروعها في المقاومة وعن دعم القضية الفلسطينية لانها لم تحقق منجزا تستند اليه في مشروعها كما يزعمون .
بيد ان المشكلة في الاعلام الثوري الكمي غير النوعي الا بعضه بانه لم يركز على الانتصارات التي تحققت ليزرع في ثقافة الامة الانتصارات التي حققتها المقاومة، مما وجد الاعلام الصهيوني فراغا عمل عليه، وهنا نجد حاجة ماسة الى ان يركز الاعلام الثوري على الانتصارات التي حققها محور المقاومة وهي مايلي:
1- ان العدو الصهيوني الذي كان يتوعد بمحو غزة من الخريطة، قد فشل بمشروعه وهذه غزة قائمة في الخريطة والوجود المقاوم.
2- ان حماس الحزب وحزب الله واجنحتهم العسكرية مع نقصهم السلاح والمال ومع انها احزاب صغيرة ومع قوة الحصار فهم يواجهون الغرب باكمله وامريكا واموال الخليج وترسانة السلاح الاطلسي واموال الخليج العميل للغرب والصهيونية فهم واجهوا حربا عالمية لكنهم خرجوا من ركام الموت منتصرين باذن الله .
3- الكيان الإسرائيلي لم يتمكن من تفكيك حماس ولا حزب الله لبنان بعد ان كان يعتقد ان حرب الابادة التي مارسها واغتيال القادة وعلى رأسهم القائد نصر الله تفكك بنية المقاومة الا ان العدو فشل فشلا ذريعا فقد قاتل حزب الله بكل شجاعة ومنع العدو ان يتقدم شبرا في الجنوب اللبناني، وخرجت المقاومة الفلسطينية بعد الهدنة وهي تعرب عن انتصاراتها، وتستعرض قوتها بكل لياقة وزهو المؤمن الواثق بربه .
4- فشل العدو الصهيوني ان يطلق اسراه واضطر للتفاوض مع حماس بعد ان كان يعلن انه سوف ينهي حماس من الوجود وتكون مفاوضاته مع الاخرين المطبعين من القوى الفلسطينية .
5- فشل العدو ان يحمي مصالحه الاستراتيجية وبوارجه وطريق الملاحة الدولية في البحر الاحمر لان انصار الله حقا انهم انصار الله الذين اعتبرتهم امريكا بانهم ((غيروا المعادلات الدولية)).
6- فشل العدو الصهيوني والكيان الغاصب في مقولته ((بانه قادر على حماية الداخل من المستوطنين))، وتبين ان (القبة الحديدية- منسأة سليمان ) وقوة الردع المزعومة ساقطة امام المسيرات التي دخلت بيت نتنياهو وامام صواريخ فرط صوتي الايرانية في الوعد الصادق الاول والثاني والعاشر وغيره حتى يتحقق النصر الرباني الاكبر .
7- فشل العدو الصهيوني ان يوجد شعبا من المستوطنين يمتلك الشجاعة والعقيدة هؤلاء الذين جمعتهم اسرائيل من الافاق البعيدة اولئك سقط المتاع لم يتدفقوا الى الاماكن التي هاجروا اليها وهم يفضلون العيش في الملاجئ داخل الكيان فضلا عن ان الاف منهم هاجروا خارج فلسطين وهاجر رأس المال وتوقفت الشركات وعاش القطاع الخاص في الكيان أسوأ حالاته بالمقابل نجد ان شعب غزة ولبنان يتدفق الى الجنوب اللبناني وغزة بكل شجاعة وكم هو الفارق بين شعب منهزم وشعب مقاوم.
8- المقاومة اثبتت ان منطقة الشرق الاوسط قادرة على حمايتها بقوة التواجد المقاوم والوعي الذي تمتلكه الشعوب المقاومة بعد ان كانت اسرائيل تراهن منذ سبعين عاما على غيبوبة وغياب الانظمة العربية؛ فالمقاومة والخط الثوري اليوم يعيش اكبر واقع واهم مرحلة حققها قياسا إلى العقود المنصرمة من عمر الكيان الغاصب، يتمثل هذا الواقع بوجود محور مقاوم لا يتنازل ولا يتراجع وله وجوده الجغرافي والسكاني وسيطرته على المنافذ و امتلاكه سلاحه وتأثيراته وصموده خلال حرب طويلة امتدت ل(15) شهرا ؛ مما يوضح قوة المحور المقاوم وقدرته لاحقا بان يسجل وجود اكبر وامكانية على تشريك علاقات مع الصين والروس امام القطب الامريكي ويمنع تحكمه بالعالم .
9- فشل الكيان ان ينفذ مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي أوعد به نتنياهو وعاد العدو الاسرائيلي الى المفاوضات والهدنة والاستعانة بالحكومات الامريكية ذليلا من أجل الحصول على اي امكانية لتحقيق نصر واهم وهذا قد يكلفه الكثير .
10- الجغرافيا والنظم الايدولوجية السياسية العربية في مصر والاردن وحتى في الخليج مهددة ولم يعد الانتصار المزعوم في دولة الجولاني يسجل اي قيمة في مسار الكيان الاسرائيلي لعدم قدرته على تحقيق بناء الدولة التي تعتمد ( الدستور وحاكمية الشعب والاقتصاد) بعد خروج قسد من يد تركيا والجولاني.
11- لم يتمكن الكيان من تفكيك بنية المقاومة ولا ان يوجد بيئة مغايرة لها في العالم المقاوم الاسلامي فالمقاومة اليوم قضية امة مدركة بوعي عميق لخطورة المخطط الصهيوني.
12- ظهر العدو الصهيوني ومن خلفه من الدول الاوربية وامريكا بمظهر الوحوش المرفوضة من سكان الارض في امريكا واسيا وافريقيا وتم تعريف القضايا الاسلامية العادلة التي تتبناها المقاومة ومنها قضية فلسطين بنحو جعلت سيطرة الفكر المقاوم واهدافه وانسانيته على عقلية المجتمعات لذا خاطبهم الامام الخامنئي ب((انكم في الجهة الاخرى))، وقد وصف المرجع السيستاني التوحش الغربي بانهم ((وحوش بشرية)).
المهم ان الاعلام الثوري يحتاج الى ان يركز اكثر واكثر واكثر على تلك الانتصارات، وان يستلهم من خطاب الامام الخامنئي القدرة والقوة للقادم ويثبت انه انتصر وانجز وحقق الكثير وتموضعت المقاومة بنحو ثابت لايقهر حتى يتعرف الرأي العام من هو المنتصر ومن هو المنكسر فيحيي من حي عن بينة .
|