• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تحديات التواصل والفجوات بين الاجيال..! .

تحديات التواصل والفجوات بين الاجيال..!

 

 

 

 

قاسم الغراوي ||
كاتب وصحفي، مركز انكيدو للدراسات

تحديات التواصل بين الأجيال في المجتمع الحديث تعود إلى عدة عوامل منها اجتماعية، وثقافية، وتكنولوجية، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الأجيال وضعف التواصل .

اهم التحديات الرئيسية للتواصل بين الأجيال فهي :
الاختلاف في القيم والتوجهات ، فالأجيال الأكبر تميل إلى التمسك بالتقاليد والقيم المحافظة، بينما الأجيال الجديدة تتبنى غالباً رؤى أكثر انفتاحاً وعولمة وهذه الاختلافات تؤدي إلى صدام حول القضايا الاجتماعية، مثل قضايا الحرية الشخصية أو التغيير الاجتماعي.

السبب الثاني هو الاعتماد على التكنولوجيا فالشباب يعتمدون على التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للتواصل والتعبير، بينما يجد الكبار صعوبة في مواكبة هذا التطور، مما يعمّق الفجوة بينهم .
والسبب الاخر التغير السريع في أنماط الحياة حيث تتسارع وتيرة الحياة العصرية واختلاف الأولويات، مثل التركيز على العمل الفردي والإنجاز الشخصي مقارنة بالعلاقات الاجتماعية التقليدية.

ومن الاسباب الاخرى ايضا هو انعدام الفهم المتبادل فالكثير من الكبار لا يفهمون التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الشباب، بينما يشعر الشباب بأن آراء الكبار “قديمة” أو غير ملائمة لعصرهم . والاهم من ذلك هو الضعف في التقاليد وتآكل العلاقات الأسرية الممتدة وتراجع وقت التجمعات العائلية، مما يضعف الحوار الطبيعي بين الأجيال.

اما أسباب اتساع الفجوة بين الاجيال
فهي تسارع التغيرات التكنولوجية والاجتماعية مقارنة بالأجيال السابقة.
وغياب برامج تربوية ومجتمعية تعزز الحوار بين الأجيال .اضف الى ذلك فقدان الاتصال الثقافي بسبب الانشغال بالحياة المادية ، وضعف المؤسسات التعليمية والإعلامية في بناء جسور بين القيم التقليدية والحديثة.

اذا من الضروري تعزيز الحوار المتبادل وتشجيع العائلات على إقامة جلسات حوار مفتوحة بين الكبار والشباب لمناقشة الأفكار والتجارب.

ويجب التركيز على إحياء الأنشطة المشتركة وتنظيم أنشطة عائلية أو مجتمعية تشمل الأجيال المختلفة مثل الرحلات، الفعاليات الثقافية، أو الأعمال التطوعية وكذلك التربية على القيم المشتركة . اضافة الى التركيز على قيم مثل الاحترام، التعاون، والمسؤولية المشتركة بين الأجيال في المدارس والمجتمعات.

وكذلك تعزيز التعليم التشاركي وإدخال برامج تعليمية ومبادرات تشاركية تشجع الشباب والكبار على التعلم من بعضهم البعض . ويشكل الإعلام الهادف من إنتاج برامج وأفلام تسلط الضوء على أهمية التفاهم بين الأجيال وتعرض قصصاً ملهمة.

تاسيس مراكز الحوار المجتمعي وإنشاء منتديات تتيح الحوار المباشر بين الأجيال، مما يعزز التفاعل الإيجابي. والابتعاد عن لغة النقد أو المقارنة السلبية بين الأجيال.

يمكن ردم الفجوة بين الأجيال إذا كانت هناك نوايا صادقة لخلق جسور تواصل قائمة على الاحترام المتبادل، وتعزيز القيم المشتركة، والاستفادة من أدوات العصر بما يحقق الانسجام بين الأصالة والمعاصرة.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=9049
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2025 / 01 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7