إنتصار الماهود ||
طامورة لا تختلف عن أخرى ،فالظلم ذاته وإن إختلف الزمان والجلاد يحمل ذات الهوية فقط الوجوه تتغير
ولد سيدي ومولاي سادس الأئمة الأطهار في 7 صفر عام 128ه واستشهد في 25 صفر من العام 183 ه وما بينهما 56 عاما من عمره الشريف قضاها في العبادة والتوعية والوعظ والإرشاد وتثبيت أركان الإسلام رغم تعرضه للسجن
هو أبرّّ الناس وأكثرهم عطفا على الفقراء وأعظمهم عبادة لله وخوفا منه ، هو الصابر الزاهد العبد الصالح، السيد الهاشمي الوفي الأمين كجده رسوله الله صلى الله عليه وآله وسلم
هو الكاظم لغيضه بلطف أخلاقه ذو النفس الزكية هو باب الحوائج الذي ما قصده أحد من المسلمين والمؤمنين الإ وفرّج الله همه وغمه وقضى حاجته
قال عنه الشافعي:( قبر موسى الكاظم عليه السلام الترياق المجرب)
هو فرع من شجرة النبوة العظيمة وثمارها الفريدة ،ولد في حقبة نهاية الحكم الأموي وإنهياره وعاصر حكم العباسيين لثلاثة عقود من عمره الشريف وكانت آخر عشر سنوات من عمره ثقيلة جدا بسبب التضييق عليه من جلاوزة العباسيين ما بين الإغتيالات لأتباعه ومطاردتهم المستمرة وسجنه الذي استمر من 4 إلى 10 سنوات حسب الروايات المعتمدة وتم سجنه لعدة مرات متعاقبة وليست مرة واحدة
أحس اللارشيد بخطر وجود الإمام عليه السلام على ملكه وتأثيره السياسي والديني والإجتماعي ورأى أن نهاية حكمه سيكون على يد الإمام عليه السلام نظرا لما كان يتمتع به سلام الله عليه من حجج قوية وفصل في الخطاب وقوة في الدفاع عن الإسلام و علمية دقيقة مستقاة من القرآن الكريم وحبوة عظيمة في قلوب المؤمنين
أوعز اللارشيد بضرورة سجن الإمام الكاظم عليه السلام والمبرر لفعلته القبيحة هو (أن وجود الإمام عليه السلام بين ظهراني الأمة يسبب تفرقة لها)
رغم الضغوط التي مارسها العباسيون على إمامنا عليه السلام لم يستسلم ولم يخضع قط
إغتاله السندي بأمر من هارون بواسطة سم فتاك دس له في الرطب ،تناول الإمام عليه السلام عشر فردات منه رغم معرفته لوجود السم وأشار للسندي بأن مطلبه قد تحقق وسيفعل السم الموجود في الرطب فعله بجسده الشريف.
من وصيته عليه السلام ( فإذا حملت إلى مقبرة قريش فألحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوق أربعة أصابع مفرجات ولا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به، فإن كل تربة محرمة الإ تربة جدي الحسين عليه السلام فإن الله عز وجل جعلها شفاء لشيعتنا و أوليائنا).
بإستشهاده عليه السلام طويت صفحة عظيمة وزاخرة من صفحات آل بيت النبي الأطهار ،خسرت الأرض إماما وسيدا وربحت الجنان وليا تقيا عابدا
ضننا أن عهد الظالمين سينتهي في يوم ما وأن التأريخ سيتغير لكنه أثبت لنا أنه يعيد نفسه دوما خاصة في الصراع القائم بين الخير والشر ، بين الحق والباطل والظلم موجود يكرر نفسه بكل وقت وزمان ،نفس الفكر ونفس العقيدة الباطلة فقط هي الوجوه التي تتغير .
مثل هارون ببطشه وجوره وظلمه خلفه في الظلم والبطش والقسوة اقرب ما يكون للشياطين وليس للبشر وجاء الزنيم صدام ليضرب الدين ورموزه ويسفه دور العلماء في تقويم الأمة والمجتمع وسعى بكل قوته لاتهام الدين بأنه غطاء لحركات سياسية إسلاموية تضلل المجتمع.
هجر الطاغية الآلاف من طلبة وعلماء وفضلاء الحوزة في النجف وكربلاء وسامراء وتعرض قسم كبير منهم للإعتقال والتعذيب والقتل من أجل القضاء على التشيع بكل الطرق الممكنة.
وكان صدام كسابقه البكر يعتقد أن الحسين عليه السلام يستحق القتل لأنه تمرد على حكم خليفته يزيد بن معاوية كما كُتِب في مذكرات حردان التكريتي
من أبشع الجرائم التي مارسها صدام وزبانيته ضد الشيعة هو إغتياله للسيد محسن الحكيم وأبناءه و السيد محمد صادق الصدر و أخته العلوية بنت الهدى والسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه رضوان الله عليهم أجمعين كما إغتال أكثر من 400 خطيب حسيني أبرزهم الخطيب عبد الزهرة الكعبي الذي أغتيل بدس السم له في فنجان قهوة في أحد مجالسه وما نجى من بطشه الا القليل الذين إستطاعوا الهرب خارج العراق مثل العلامة الدكتور أحمد الوائلي والسيد جاسم الطويرجاوي والشيخ باقر المقدسي
لعب صدام دورا كبيرا في تفكيك وتذويب الهوية الشيعية ولعقود من خلال خطط مدروسة ممنهجة أبرزها :
1.إفراغ البلد من قياداته الدينية والعلمية والثقافية
2. زرع الفساد ونشره في المجتمع وطمس روح الدين
3. زرع الضعف والشعور بالدونية لدى الشيعة
4. تدمير الهوية الدينية والقيم والعادات الأخلاقية
5. هدم المدارس الدينية في النجف وإخلاء العديد منها
6. تسفير طلبة الحوزة المغتربين لدولهم مثل الهند وباكستان وإيران والصين واذرييجان وتركيا وافغانستان
7. حرق المكتبات الدينية العامة في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة ومصادرة وسرقة المكتبات الخاصة وحظر شراء الكتب الدينية وطباعتها
8.تسقيط العلماء وبث الاشاعات المغرضة ضدهم وإختراق الحوزة بعملاء البعث لتشويه صورة رجل الدين الشيعي
9. منع الشعائر الحسينية وصلاة الجمعة وباقي النشاطات الدينية للشيعة وتعرض من يمارسها للسجن والمطاردة وأحواض التيزاب والدفن حيا
ختاما إن ظلامة الأمويين أنهاها مقدم العباسيين وتوليهم للسلطة وضننا أن أبناء العم سيكون أقل هونا لكن التأريخ يثبت أن العباسيين الاقسى على أبناء عمومتهم بني هاشم
ليأتي صدام اللقيط وينسف كل ما عرفناه من سطور التأريخ ليغير خارطته الدموية والاجرامية ويثبت لنا أن الشياطين من الممكن أن تكون بهيئة بشرية ولم يسلم من ظلمه احد .
المقارنة بينهما منصفة نوعا ما وعادلة وهي نافذة صغيرة ليطلع الكثيرون على مقدار الظلم الذي تعرض له ال البيت عليهم السلام وشيعتهم على مر الزمان
عظم الله لنا ولكم الاجر والثواب بذكرى استشهاد أسد بغداد وباب حوائج المسلمين مولاي ومولاكم كاظم الغيظ موسى بن جعفر عليه السلام
|