خال الطبري ||
منذ عشرات او المئات السنين يعيش السنة في ايران في امن و امان وهم يتمتعون بحقوقهم الاجتماعية و الدينية و السياسية ، بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران منحت لهم حقوق اوسع و مشاركة في القرار السياسي من خلال نواب سنة يتم انتخابهم بكل شفافية و حرية ، ولم يتعرضوا لاي معاملة اقصائية او تمييز ، و اليوم توجد في ايران اكثر من ١٥ الف مسجد للاقلية السنية و اكبرها في مدينة زاهدان في محافظة بلوشستان تتسع لاكثر من ١٠٠ الف مصلى !
و في العراق رغم كل ممارسات التمييز الطائفي التي مارسها نظام البعث الصدامي السني ضد الشيعة الذين يشكلون اكثر من ٧٠٪ من نسبة السكان و منعهم من إقامة شعائرهم الدينية ، و ما تعرضوا له من اضطهاد و مصادرة لحقوقهم المذهبية و السياسية ، فإن سقوط صدام و قيام حكومة يقودها الشيعة وفر للسنة حقوق و امتيازات لم يحصلوا عليها حتى في عهد النظام البائد الذي كان يمثل في جوهره نظامًا طائفيا شوفينيا ظالمًا!
عندما يستلم الشيعة الحكم في اي بلد تجدهم لا يمارسون اي نوع من التمييز بينهم و بينهم السنة ، كما ان علاقتهم مع الطائفة السنية سواءا كانت في اقلية او اكثرية تمتاز بالاحترام و عدم التعدي عليها ، و عدم تعرض لها بسوء او عدوان .
هذه الحقيقة عبر عنها السيد السيستاني اعلى زعيم للشيعة في العالم عندما اعتبر ” السنة ” من ” انفسنا “، هذا الموقف اثار دهشة الصديق و العدوا و نال ليس فقط اعجاب المسلمين كافة وانما اثنت عليه حتى المحافل الدولية و البعثات الاممية في العراق .
هذا التعامل الانساني من قبل الشيعة تجاه السنة يشمل الكثير من الدول ، حتى الدول السنية في المنطقة ربما لا تمنح حقوق متساوية للشيعة في مقابل ما يتمتع به السنة من امتيازات ، الا انهم لم يتعرضوا لحملات الابادة و القتل و المجازر ، فمثلا في الكويت توجد اقلية شيعية قد تتجاوز نسبتها ال ٣٥٪ من السكان و لم تحظى بحقوق متساوية ١٠٠٪ ، الا انها لم يتم فرض الوصاية عليها و لا تعريض ابناءها للقتل و القتل و حملات الترويع و التشريد !
و في البحرين رغم ان الشيعة يشكلون الاغلبية من السكان ( ٧٠٪) و رغم انهم مستبعدون من المشاركة في القرار السياسي ، الا انهم يمارسون شعائرهم الدينية و المذهبية بشكل من الاشكال ، لم يتجرأ النظام في منعهم من أداء شعائرهم الدينية رغم كل المضايقات و الحرمان من الحقوق السياسية فان النظام الحاكم لم يقم بعملية ابادة او ارتكاب مجازر بحقهم .
الا في سورية !
في سورية السنة غير السنة في الخليج ، لم يحترموا العهود و المواثيق الدولية بخصوص الاقليات الاخرى خاصة الاقلية الشيعية ، حيث بمجرد ان سقط نظام بشار الاسد الذي لم يرفع يوما شعارا طائفيا و بغض النظر عن ماهية النظام السياسي الا ان الجميع كان يخضع لضوابط صارمة في احترام القوانين بخصوص حقوق المواطنين الدينية و المذهبية ، و لما سقط النظام في سورية و جاء المتطرفون السنة الى الحكم بدأوا باضطهاد الاقلية الشيعية و مصادرة حقوقها و ملاحقة شبابها و قتل الكثيرين منهم تحت عناوين طائفية و اعتقال المئات و تشريد عشرات الآلاف منهم .
هذا السلوك المشين لسنة سورية و عصابات الجولاني التي تظاهرت في البداية بالاعتدال لجلب الاعتراف الدولي ، أثار قلق المنظمات الحقوقية و استنكار اممي ، خاصة وان ما ترتكبه هذه العصابات الاجرامية من قتل و مجازر و حرق ونهب للممتلكات يحظى بتعتيم اعلامي من قبل كبريات الاعلام العربي و فضائياته .
هذا النوع من الاعمال الاجرامية الارهابية بحق شيعة سورية يتم في ظل توافد عشرات الوفود العربية و الاجنبية للاعتراف بحكومة العصابات الاجرامية و في ظل الصمت المريب الذي يلف الموقف العربي تجاه ما يتعرض له الشيعة في سورية من اضطهاد و ظلم و قتل و تشريد و تكفير .
فهل يتحرك النظام العربي السني للجم جماح العصابات التي تحكم سورية وهي اليوم مدعومة من هذا النظام العربي و يمارس دوره في الضغط على هذه العصابات لاحترام حقوق الاقلية الشيعية و الانصياع لارادة القانون الدولي ؟
✍🏻خال الطبري
|