د ز عامر الطائي ||

إنّ من أعظم مواطن العبرة، وأجلّ مواضع الحكمة، ما تركه لنا إمامنا موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام من مواقف جليلة، تجسدت فيها معاني الصبر والعزم والإيمان.

قد كان الإمام عليه السلام شامةَ الهدى، ورايةَ العدل في وجه الجور، فقد وقف شامخًا أمام طغيان ظالميه، مستهينًا ببطشهم، موقنًا أنّ للحق جولة أخيرة لا تُهزم.

لقد حمل الإمام الكاظم عليه السلام همّ الرسالة الإلهية، في وقت تكاثرت فيه المظالم، وعاث أعداء الدين في الأرض فسادًا.

فما كان منه إلا أن أضاء الطريق للمؤمنين بهديه، ودعا إلى إصلاح النفوس، وتزكية القلوب، وجعل من الصبر وسيلةً لبلوغ المقاصد العليا.

فكان بحقّ مصباحًا يُستنار به في عتمة الظلم، ودليلًا لكل من أراد أن يحيا حياة الطهر والكرامة.

إنّ ذكرى استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام ليست مجرّد حدث يُروى، بل هي مسؤولية كبرى تقع على عاتقنا نحن المسلمين، إذ يجب أن نجعل من حياته منارةً نهتدي بها، ومن معاناته درسًا في مواجهة الباطل بالحق، ومن صبره سبيلًا لإصلاح أحوالنا. فكل قطرة دم زكية أريقت، وكل عذوبة صبر تحمّلها الإمام، إنما تدعونا لأن نكون على قدر هذا الإرث، ساعين للعدل، مقتفين أثر الهداية، وماضين في طريق الإصلاح الذي خطّه لنا بأفعاله قبل أقواله.

سلام على الإمام الكاظم يوم وُلد، ويوم استُشهد، ويوم يُبعث حيًا، وسلام على الصابرين معه في كل زمان ومكان.