جاسم جمعه الكعبي
على مدى أكثر من خمسين سنة من العمل المتواصل من قبل الغرب وأدواته والكثير من الحروب المفروضة على المنطقة والمعاهدات الفوقية التي لا تكافئ فيها والصفقات التي كنا بها الطرف الخاسر وهيمنة
التحالف الأنجلو أميركي على القرارات الدولية من أجل خلق بيئة مناسبة يتسلط فيها الكيان الغاصب بدور ريادي جديد يختلف كليا عن دورة السابق كثكنة عسكرية بدفع له كل شيء من الطعام إلى السلاح ليؤدي دور الحارس والمراقب للمصالح الغربية بدور جديد يشغل فيه العمل التجاري والتفوق الاقتصادي فقد عمل التحالف العربي على دعم الاقتصاد الاسرائيلي من خلال عدم تكافئ الفرص و تقويض الامن السياسي و الاقتصادي للدول المنافسة فقد تراجع الاقتصاد اللبناني بعد أن كان في سنة 1975 ضعف الاقتصاد الاسرائيلي كما من الملاحظ تراجع الدول المحيطة بأسرائيل وخلق الفوضة السياسية فيها مثل مصر وسورية ومحاصرة الاقتصاد الفلسطيني بكل الوسائل وأنهاك الاقتصاد العراقي بحروب لا طائل منها ومحاصرة الاقتصاد الايراني بينما نلاحظ تعدد الاقتصاد التركي بسبب علاقته مع الكيان الغاصب وبقاء الدول الحليفة له بانتظار إشارة منه لتحديد دورهم والنسب التي يشاركون فيها و نوع الاعمال التي يمكنهم العمل بها. ومع الربيع العربي أنهى التحالف. الدولي عصر القومية والوحدة العربية وبدء عصر التعويم ولا انتماء من خلال فتح كل الوسائل الممكنة التي من شأنها تفكيك الأسر والروابط الاجتماعية وتقديم النسبية في القيم والتعددية في الغايات بديلا عن الثوابت والرمزية فقد احرق التحالف الغربي اغلب الاشياء من خلال الضخ الهائل للمعلومات التي تعتقد انها أصبحت مجاناً ومن الممكن اختراقها فهي تستنزف الخزين العلمي وتهدم التسلسل الفكري تمهيدا للافلاس الذهني من خلال مغادرة الارث التاريخي والثوابت الانسانية. فقد ذكر أحد الباحثين على قناة سي ان ان ،ان منطقة الشرق الاوسط أصبح ورثتها كثيرون وقد تقادم الزمن عليها وتداخل نتاجها الحضاري في صراعات لا يمكن الفصل بينها لذا يجب مغادرت هذه المحطات وتأسيس ثوابت مشتركة بين الجميع لكي تبدأ من خلالها نشأة جديدة تعتمد الكفاءة والقوة الاقتصادية والقدرة الانتاجية أي كل ما هو فيه متفوق لبدأ دور جديد للكيان الغاصب. ففكريا
الديانة الابراهيمة واقتصاديا صفقة القرن وطريق التنمية وغيرها من المشاريع وبالفتن والحروب الداخلية والاقصاء والتهجير وانشاء الأقاليم والفدراليات وتعدد القيادات والرؤوس يكون قد بدء عصر الهيمنة الجديد.
فقد قفز اقتصاد الكيان الغاصب خلال الأربعين سنة الماضية من 3 مليار دولار إلى 534 مليار وهذا أمرا لا يمكن أن يتحقق في اي عمل تجاري او نظام اقتصادي الدولة ما.
لكن 7 اكتوبر غيرت مسيرة العالم اجمع فالصين التي كانت ترغب في بقاء الدولار قويا ومرجعاً لتسعير العملات على الأقل إلى سنة 2030 لكن مع تبدل السياسة الأميركية اتجاه القضايا الدولية وبالأخص في تايوان وباعتبارها أكبر دائن للولايات المتحدة الأميركية فقد قلصت حجم الدين من 2700 مليار دولار الى 900 مليار دولار فقط والباقي استثمرتها في امريكا اللاتينية ودول أخرى. وانخفاض أرباح الشركات الإسرائيلية الصغيرة التي تعمل بالتكنولوجيا من 4,800 مليار الى 257 مليون دولار فمع هذا التراجع الكبير في البنيوية الاقتصادية للعالم تبدلت نسب المساهمة فقد بلغت نسبة دول البريكس قبل انضمام إيران وبعض الدول الأخرى 32% في حين بلغت مجموعة دول الدولار 29% وهناك الكثير من المتغيرات على الساحة الدولية سياسيا وعسكريا واقتصاديا. ومع هذه المتغيرات انتهى الدور الريادي للكيان الغاصب كما ان هويته التكنولوجية أصبحت في مهب الريح وهذا واضح من خلال تراجع مشروع نيوم....... وللحديث بقية
|