أ. د. جاسم يونس الحريري ||
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
للاتصال بالكاتب:- jasimunis@gmail.com
يعيش الكيان الاسرائيلي منذ سنوات خلت قلقا كبيرا وهو يراقب من خلال اقماره المتعددة سلسلة أقمار Ofeq ذات التقنيات العالية للمسح الفضائي بمنطقة الشرق الأوسط وبعض مناطق إفريقيا والتي يمكنها جمع بيانات دقيقة والتقاط صور عالية الجودة دون التأثر بالعوامل الجوية أو المناخية، مثل القمر Ofeq 13 وسلسلة أقمار عاموس التي أطلقتها ((إسرائيل)) لأغراض ظاهرية وهي البث الفضائي والاتصالات،
ولكنها في الحقيقة تحمل أهدافًا خفية وهي التجسس أيضًا وجمع البيانات والمعلومات من مستخدمي الخدمات الذين يعتمدون عليها، خاصة في بعض دول شمال إفريقيا وشرق أوروبا والشرق الأوسط.
وترتبط تكنولوچيا الأقمار الصناعية الإسرائيلية بشكل وثيق ببرامج الفضاء والشركات الأمريكية والفرنسية والألمانية، خاصة فيما يتعلق بتكنولوچيا الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية ومنها الصواريخ الباليستية وغيرها والتي يتم إجراء تعديلات طفيفة عليها لتصبح ذات أغراض حربية هجومية وأجهزته الاستخبارية قلقا حقيقيا من الترسانة العسكرية الخليجية وهي تستورد سنويا ارقى واحدث الاسلحة الاستراتيجية بحجة ردع ايران وليس((اسرائيل))ومن قبيل الاستشهاد ونثبت مانقول عبر وزير الجيش الإسرائيلي((موشي يعلون))عام2015، عن((قلقه من تزويد واشنطن دولاً عربية خليجية بأسلحة استراتيجية لردع إيران))، مشيراً إلى أن ذلك”قد يقوض في النهاية تفوق ((إسرائيل)) العسكري الإقليمي، الذي تدعمه الولايات المتحدة”.
وقال يعلون خلال مؤتمر “هرتسيليا” الإسرائيلي الأمني السنوي، آنذاك: “حتى وإن لم تكن هناك الآن أي خطط معادية من جانب هذه الدول، فإن النيات في الشرق الأوسط قابلة للتغير كما تعلمون، الاحتمال سيظل قائماً دون شك وهذا أمر لا بد من الاستعداد له”.
وأضاف”الدول الخليجية تسلح نفسها بأسلحة غربية وأمريكية في الأساس بدعوى أنها ستحتاج قدرات دفاعية للتعامل مع الوضع الإيراني الجديد”،وأشار إلى أهمية الحفاظ على ما يسمى التفوق النوعي ((لإسرائيل)) في وجه ما وصفه ب((سباق التسلح الإقليمي)).
وتستخدم واشنطن عبارة “التفوق النوعي” في الإشارة إلى السعي لضمان حصول ((إسرائيل)) على أسلحة أميركية أفضل من أعدائها المحتملين.
وفي عام2017قدم جنرال إسرائيلي بارز مسوغا لافتا لتبرير قلقه من صفقات السلاح التي وقعتها الرياض مع موسكو أنذاك على هامش زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيزآنذاك إلى روسيا.
وفي مقال نشرته صحفية “يسرائيل هيوم” في تلك الفترة ، قال الجنرال ((شاؤول شاي))، الذي تولى منصب نائب قائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان” إن الخطورة في حصول السعودية على سلاح نوعي “تكمن في إمكانية حدوث تحولات استراتيجية يمكن أن تفضي إلى استخدام هذا السلاح ضد إسرائيل”.
وألمح شاي إلى أن تغييرات على طابع نظام الحكم في الرياض وتحولات إقليمية أخرى “يمكن أن تفضي إلى انقلاب جذري على التوجهات الخارجية للسعودية، تماما كما قد يحدث في دول عربية أخرى”.ودعا شاي، الذي رأس “وحدة الأبحاث” في “مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات” القيادة الإسرائيلية ((للطلب من الولايات المتحدة تشجيع العائلة المالكة في الرياض بالاعتماد على السلاح الأمريكي)).
وحث دوائر صنع القرار في تل أبيب على “أخذ الاحتياطات بحيث تضمن إسرائيل التفوق الكمي والنوعي على العالم العربي، سيما في كل ما يتعلق بالأسلحة الكاسرة للتوازن”.
وفي عام2020 قالت صحيفة “إسرائيل هيوم”، إن المسؤولين الإسرائيليين قلقون من أن تبيع الولايات المتحدة أسلحة متطورة للإمارات، ومن تغير الحكم في الإمارات ودول خليجية أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك “تخوفا لا يعبر عنه بشكل علني بأن تتولى حكومة أخرى مقاليد الحكم في الإمارات ودول خليجية أخرى”. ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله: “حاليا نحن نستفيد من رياح السلام، لكننا نعيش في منطقة غير مستقرة قد تغير الرياح فيها اتجاهها بسرعة.
لذا نحرص دائما على أن نكون متقدمين بخطوة واحدة على الأقل مقارنة بالبلدان الأخرى في المنطقة”.ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين قلقون بشكل خاص من صفقات بيع محتملة لمقاتلات إف 35 للإمارات، ما قد يؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة “يقلل من التفوق الاستراتيجي النوعي لإسرائيل”.
ونحن نقول متى تستغل دول مجلس التعاون الخليجي امتلاكها الاسلحة الاستراتيجية لردع ((اسرائيل))الله أعلم.
|