وما تلك بيمينك يا موسى ؟
المرة الاولى التي شاهدته فيها .. كان من خلال قناة العالم الفضائية
ممسكاً بعصاه
وهو يؤشر على خارطة كبيرة للعراق
معلقة على حائط الاستوديو ..
كان يشرح ويحدد من خلال الخارطة
اماكن تجحفل وخطوط سير القوات الاميركية والبريطانية المحتلة .
وفيما بعد عرفت انه مهندساً بصرياً
تخرج من الجامعة التكنلوجية في بغداد
وفور انهاء دراسته .. طاردته السلطات
التي تصاب بالاسهال
من اي طفل شيعي شاطر وان كان في الروضة
لكنه يلبس دشداشة سوداء ويلطم صدره
فضلاً
عن الشباب الاذكياء ممن يجيدون رسم الخرائط ويجيدون فك رموزها والغازها !!
تخرج ليتعين في اعقد واخطر وظيفة
راتبها الشهري .. القلق والمطاردة والسجون والاعدامات والهجرة وفراق الوطن والاحباب
وظيفة مقاومة وصراع مشروع اخطر واعقد ..
رسمت خرائطه وحدوده
قوى كبرى تهيمن على العالم ..
تلعب برقعة شطرنجه
كيفما شاءت ..
ذلك المهندس الشروگي الشاب
ممشوق القوام .. فارع الطول .. جميل المحيا
تدرج في وظيفته وتمرس في صنعته
وحصل على الكثير من الالقاب والترقيات
التي اوصلته الى رتبة " الشايب "
مع كل امتيازاتها وحنكتها وخبراتها المتراكمة
التي جعلت منه شخصياً
وحفرت على وجهه
خارطة وطن بيضاء بلون لحيته وشعر رأسه ..
خارطة عراق من دم ولحم تمشي بقدمين
بيمينه عصا
تارةً يتكأ عليها
واخرى يهش بها الكلاب والضباع عن ابناء شعبه
وله فيها مأرب اخرى ..
ولازالت تلك المأرب
تنتظر اولاده ومحبيه ومريديه
من عشاق رسم الخرائط وكسر حواجزها واقلام واصابع واضعيها ..
———————————————
في ذكراكم الخالدة
لن تمحى من الذاكرة ليلة استشهادكم
المفجعة..خسارتنا لاتعوض.
والملتقى عند أبو الاحرار ع
|