|
✍️ماجد الشويلي
بنبرة من الحب أو التشفي والشماتة، يجري الحديث هناك وهناك حول جدوائية دخول حزب الله الحرب مع الصهاينة دفاعا عن غزة.
في حين عندما تمكن الحزب من استهداف منزل النتنياهو وضرب العمق الصهيوني بالصواريخ الباليستية المتطورة وحينما استطاع تغطية سماء تل ابيب بالطائرات الانقضاضية والاستطلاعية دون أن تستمكنها منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية، كان الحديث مختلف سواء عند المحبين أو الشامتين…
فالمحبون ؛ كانوا يرون أن حزب الله قام بما يجب عليه القيام به ، وقد أضعف قدرات الصهاينة بشكل كبير فاق كل ما قامت به الجيوش العربية في حروبها السابقة.
أما الشامتون ؛،فكانوا قد نكسوا رؤسهم من قبل ، وتمنوا لو أن الأرض انشقت وابتلعتهم من هول الخزي الذي لحق بهم والحرج الذي وقعوا فيه.
فماذ لو أنّ حزب الله لم يساند غزة
الا سيقال أنه باع حماس والمقاومة الفلسطينية لاسرائيل ؟
وهو متآمر على القضية الفلسطينية ، وكل ما كان يجري بينه وبين الصهاينة عبارة عن مسرحية ؟
ألا يقولون أن إيران متواطئة مع الصهاينة للقضاء على حماس ، أو أنها قدمت غزة كبش فداء لبرنامجها النووي وغير ذلك؟
هل سيسكت الاعلام المضلل، أم سيطبلون ليل نهار ويدعون أن هي إلا مؤامرة شيعية على أهل السنة والجماعة ؟!
ألا سيقال أن شعارات حزب الله كلها كذب وزورا وأنه يهئ الأرضية للتطبيع مع اسرائيل ؟!
ألا سترفع الانظمة المطبعة عقيرتها مدعية أنها أدركت المنهج الموضوعي السليم المتمثل بالتطبيع وخسرت ايران متاجرتها بالقضية الفلسطينية ؟!
ألا سيندم حزب الله طيلة حياته ويفقد ماتمتع به من هالة توقير وقداسة طيلة عقود طويلة؟
ألا سيفقد الشهيد السيد (حسن نصر الله ) وهجه ومكانته في قلوب أبناء الامة هذا إن لم يعدوه خائنا (حاشاه) ؟
لو أن حزب الله لم يساند غزة هل يضمن عدم التفاف الجيش الصهيوني للقضاء عليه بعد حماس ؟
هل سيضمن تغيير سلوك اسرائيل معه؟
وهل سيتعاطف معه أحد اذا هاجمته اسرائيل ؟
كيف سيكون موقف ايران حينها
اذا احجم حزب الله عن مساندة حماس ؛ ثم هاجمته اسرائيل؟
هل ستقف معه أم ستتركه؟
إن وقفت معه سيقال عنها أنها صاحبة مشروع طائفي ولايهمها الا الشيعة وهي متآمرة على أهل السنة،
وإن تركته لوحده في مواجهة اسرائيل سيقال بأنها باعته لهم لدرء الخطر عنها!!
لو أن حزب الله لم يساند غزة هل سيبقى اليمن مع محور المقاومة أم سيفك ارتباطه
معهم؟
لو أن حزب الله وايران لم يساندوا حماس
فان هذا يعني أنهم تخلوا عن مبادئهم واخلاقهم !
الكل يعلم أن على رأس ايران فقيه مجتهد
وعلى رأس حزب الله حينها عالم مجاهد
والخذلان ليس من سجيتهم!
حينما دخل حزب الله في مساندة غزة
هل كان لايعلم بقوة الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه من دول العالم؟
قطعا كانوا يعرفون جيدا وكانوا يتحسبون لكل الاحتمالات ولكن لم يكن لهم بد من ذلك
لو أن حزب الله لم يساند حماس
هل سيكون بوسع ايران تشكيل محور للمقاومة بعدها؟
من سيثق بها من الشعوب حينها؟
نعم ستكون ايران معزولة عن محيطها الاقليم وفاقدة لرصيدها الثوري
|
