بهاء الخزعلي||
تنحى الأسد بأتفاق واضح للعيان من خلال المؤشرات التي حصلت، والتي تدل على وجود اتفاق دولي على أنهاء دور الأسد في سوريا، وعلى ما يبدو أن الأسد الذي أخطأ في التقييم وارتمى بأحظان روسيا تاركاً محور المقاومة مصدقاً بوعود روسيا كان يظن أن سياسة النئي بالنفس ستحفظ له السلطة، ولفهمنا ما حصل والأسلوب الذي تستخدمه الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني للقضاء على النفوذ الإيراني في المنطقة وهو أقناع الأطراف بسياسة النئي بالنفس من خلال التهديد والوعيد لفك أرتباط وحدت الساحات، ومن أهم المؤشرات على كل ما حصل...
*انعدام الدور السوري بدعم المقاومة بعد أحداث طوفان الأقصى، أو حتى دعمه لحزب الله بالحرب اللبنانية الصهيونية، حيث ألتزم بشار الصمت حتى تمت أزاحته من السلطة.
*ضعف الأداء الروسي في بداية الهجوم من قبل الجماعات الإرهابية وسحب قواتهم من نقاط عدة، مما يدل على وجود أتفاق لتسهيل مهمة مرور هذه الجماعات.
*تصريح الخارجية الروسية بأنها تحصلت على ضمانات بعدم المساس بالمصالح الروسية من قبل هيئة تحرير الشام.
*أيضاً تواجد هذه الجماعات لفترة طويلة في موقع جغرافي قريب من تركيا والقواعد الروسية ومنطقة النفوذ الأمريكي بدون علم أستخبارات هذه الدول الثلاث بعملية التحضير الذي قد تستغرق وفق المنظور العسكري لثمانية أشهر على الأقل.
السيناريو كما حصل...
لدى الولايات المتحدة الأمريكية ثابتين في المنطقة هما..
*ضمان أمن الكيان الصهيوني.
*أستمرار تدفق النفط.
وهذان الثابتان معرقلهم الوحيد هو وجود النفوذ الإيراني بحسب تعبيرهم.
أما روسيا فلديها أيضا هدفين إستراتيجيين كذلك هما...
*الوصول للمياه الدافئة.
*والسيطرة على حقول الغاز في الساحل السوري للضغط على دول الاتحاد الأوروبي لتخفيف دعمهم لأوكرانيا، وهذا ما يفسر عدم اعتراف فرنسا بالحكومة السورية الجديدة لأنها فهمت الاتفاق الذي قد يضر بمصالحها.
*وكذلك أنهاء الحرب الأوكرانية الروسية والذي سيتحقق بهذا الاتفاق فأستبدال سوريا بأوكرانيا مع الحفاظ على مصالح أميركا وروسيا أمر مقبول وفق موازين القوى العالمية.
أما الكيان الصهيوني أيضا لديه أهداف إستراتيجية وهي...
*قطع خط الإمداد لحزب الله من سوريا.
*تحقيق مساحة أمنية جغرافية أكبر من خلال أبعاد النفوذ الإيراني.
*تقسيم الدول العربية لدويلات صغيرة تضمن بذلك الحصول على تفوق عسكري وتكنولوجي من جهة ومن جهة تحصل على تطبيع ضمني بعد التقسيم لجزء من تلك الدول التي ترفض التطبيع.
أما تركيا فلديها أهداف كذلك أهمها...
*ضم حلب و أدلب والموصل وكركوك كخطوة أولية.
*التمدد لأستعادة حلم الإمبراطورية العثمانية حيث تستغل قضية حزب العمال الكردستاني ذريعة لذلك.
*سياسة الهروب من مشاكل الداخل وتصديرها إلى الخارج وهذه الطريقة تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية كلما عانت من مشكلة داخلية تحاول توحيد الداخل بذريعة تهديدات خارجية.
لذلك اتفق الأربعة على الخطوات التالية...
*تركيا ترعى تنفيذ المخطط بالكامل من تدريب وتسليح ومساعدات للجماعات الإرهابية المسلحة.
*روسيا والولايات المتحدة تحمي حقول الغاز والنفط.
*الكيان الصهيوني يشاغل حزب الله لحين أكتمال أركان المخطط، ثم يوافق على هدنة مؤقته برعاية أمريكية.
ساعة الصفر:
*أعلنت الهدنة بين حزب الله والكيان الصهيوني.
*نتنياهو هدد بشار الأسد.
*تحركت الجماعات الإرهابية بسرعة خاطفة لتستولي على حلب ثم تكمل مسيرتها.
*امتناع الحكومة السورية َن طلب المساعدة من إيران ومحور المقاومة، وذلك يفسر أن بشار بعد ما أرتمى بأحظان روسيا وتخلى عن محور المقاومة ضغطت روسيا عليه (اما ان يقبل بهذه المعادلة ويكون تحت الحماية الروسية، أو تتخلى روسيا عنه ويتم قتله من قبل تلك الجماعات.
التخوف العراقي...
على ما يبدو أن تركيا تعلمت من الولايات المتحدة الأمريكية الكثير، فعملية صناعة الخطر ومحاربته أسلوب من أساليب الولايات المتحدة الأمريكية للتوسع بحجة الحفاظ على سلامة الشعوب المستهدفة خيراتهم، وهنا نستطيع أن نتيقن أن الدفع بقوات الحزب الديمقراطي خارج الأراضي التركية ثم أعتبارهم تهديد على الأمن القومي هو أسلوب تركي للتمدد على دول الجوار وتحقيق الأطماع التركية، وذلك الأسلوب كان مستخدماً في العراق من طرفين الأول الولايات المتحدة الأمريكية عندما دعمت القاعدة في العراق ثم أبقت على قواتها بحجة محاربتهم، وكذلك دعم تركيا لجماعات داعش والتوغل لشمال العراق بحجة الدفاع عن أمنها القومي، وبعدما نجحت الدول الأربعة المتفقة في سوريا بتحقيق مبتغاها الذي هو...
*استمرار تدفق النفط بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، وضمان بقائها في سوريا لمدة أكبر.
*تحقيق مساحة أمنية جغرافية أكبر للكيان الصهيوني.
*تمدد أكثر لتركيا في الأراضي السورية يصل من حلب لدمشق.
*أستمرار تواجد روسيا على سواحل المياه الدافئة، وحفاظ السيطرة الروسية على حقول الغاز في سوريا.
أذن ما المانع بتكرار التجربة في العراق والدوافع موجودة وهي...
*تراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن اتفاقها مع السيد السوداني لسحب قواتها، وبذلك تستمر بسرقة النفط العراقي.
*نقل الكيان الصهيوني لهدف إستراتيجي وهو الوصول للعراق لينتقل الكيان من مرحلة مضايقات دول الطوق لمرحلة تطويق الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
*حلم الأتراك بظم الموصل وكركوك تحت سيطرتها.
المؤشرات...
*بنود مسودة الأتفاق بين قسد وهيئة تحرير الشام وبها ثلاث بنود بغاية الخطورة على الأمن القومي العراقي، الأول طرد الكرد الغير سوريين خارج البلاد وبالتأكيد هؤلاء لن يعودون إلى تركيا بل سينتقلون إلى شمال العراق، الثاني تسليم سجناء داعش لهيئة تحرير الشام، مشاركة جزئية لهيئة تحرير الشام بإدارة المنافذ الحدودية، وبذلك يسهل عملية نقل جماعات داعش من تلك المنافذ إلى الأراضي العراقية ليكونوا جبهة متقدمة أمام القوات المسلحة العراقية في حين تتقدم القوات التركية أسناد لهم وفرض سيطرة على مساحات أوسع داخل العراق بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني.
*رفض بعض ساسة العراق بمساندت سوريا وأستخدام سياسة النئي بالنفس كما فعل بشار مع محور المقاومة بعد طوفان الأقصى.
*مطالبات من بعض المكون السني بأقامت أقليم سني.
*قبل خمسة أيام نقلت الولايات المتحدة أسلحة ومعدات عسكرية إلى الكيان الصهيوني ثم تم نقلها بطائرتين لأذربيجان وقد تستخدمها بالهجوم على أرمينيا خدمة لتركيا والكيان وقد يصاحب ذلك أستمالت علييف القومية الأذرية في أيران للقيام بتظاهرات في الداخل الأيراني كلها محاولة لأشغال الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن دعم العراق بما سيحصل.
*تقدم حاملة الطائرات ترومان إلى جزيرة قرب اليونان ثم التوجه باتجاه البحر الأحمر يدل عل وجود مخطط لاستهداف اليمن على حدة لمنع أي تواصل مع العراق.
ختاماً نسأل الله السلامة لكل العراقيين الغير متآمرين على العراق.
|