قاسم الغراوي ||
كاتب وصحفي
المواقف والتصريحات الدبلوماسية بين تركيا، إيران، العراق، وسوريا تحمل دلالات متعددة وتعكس التحولات الإقليمية الراهنة، خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية وتوازنات القوى في المنطقة. لنفكك الأمر:
1. التصريحات التركية والإيرانية:
• تصريحات وزير الخارجية التركي مع نظيره الإيراني، بالإضافة إلى رسالة أردوغان للأمين العام للأمم المتحدة، توحي بأن تركيا تسعى لإعادة تكييف دورها في الملف السوري كفاعل ومؤثر في معادلة توازن القوى .
• تركيا قد تحاول الترويج لنهج أكثر توازنًا مع إيران وروسيا، مع التأكيد على مخاوفها الأمنية المتعلقة بوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا.
2. اجتماع بغداد بغياب تركيا:
• اجتماع وزراء خارجية العراق وإيران وسوريا في بغداد، دون وجود تركيا، يعكس تحالفًا أو تنسيقًا إقليميًا متزايدًا يركز على السيادة السورية ورفض التدخلات الخارجية، بما فيها التركية.
• غياب تركيا قد يكون إشارة إلى توتر أو خلافات بشأن وجود القوات التركية في شمال العراق وسوريا، الذي تراه بغداد ودمشق انتهاكًا لسيادتهما.
3. رسائل تركيا من هذه المواقف:
تركيا عبر هذه التحركات قد تهدف إلى:
• تأكيد مخاوفها الأمنية: تركيا تسعى إلى إعادة تسليط الضوء على “التهديد الإرهابي” الذي تراه في شمال سوريا من قبل الأكراد.
• دفع أجندة سياسية: تركيا تحاول منع تنسيق إقليمي (إيراني-عراقي-سوري) قد يستثنيها أو يحدّ من نفوذها في الملف السوري.
• العودة لدور الوسيط: عبر رسائلها للأمم المتحدة وتصريحاتها، تسعى تركيا لتقديم نفسها كطرف رئيسي لا يمكن تجاوزه في أي حل سياسي للأزمة السورية.
4. دلالات غياب تركيا عن لقاء بغداد:
• انحسار نفوذ تركيا الإقليمي: قد يشير غيابها إلى تصاعد التنسيق بين العراق وسوريا وإيران، وهو تحالف قد يهدف إلى الضغط على تركيا لسحب قواتها من شمال العراق وسوريا.
• محاولة إقليمية لعزل تركيا: الاجتماع قد يكون رسالة بأن الدول المعنية بالأزمة السورية (سوريا والعراق وإيران) تفضل الحوار بدون التدخل التركي ، بينما تابعنا وزير الخارجية التركي في المؤتمر الصحفيّ مع الايراني تجاهل طرح مبررات التعاون مع ايران لحل القصية السورية واعلن استعداده للتوسط بين الفصائل المسلحة ( المعارضة) والحكومة السورية و هي رسالة ان الشان تركي بامتياز في سورية
5.روسيا تواجه جبهة حرب اخرى في سوريا تهدد مصالحها وتواجدها وامامها معادلة المقايضة بين سوريا واوكرانيا .
6.امريكا تتابع وتراقب عن كثب وكذلك الكيان الصهيوني ورغم ان الاحداث تضعف حكومة الاسد الا ان الكيان الصهيوني يفضل بقاء الاسد ضعيفا والقرار مركزي افضل من صعود المتشددين للسلطة.
ماذا يريد الأتراك؟
تركيا تريد:
• ضمان حدودها الجنوبية من أي تهديد أمني (الأكراد تحديدًا).
• الاحتفاظ بنفوذها العسكري والسياسي في شمال سوريا والعراق لضمان مكاسب استراتيجية طويلة الأمد.
• البقاء لاعبًا لا غنى عنه في أي ترتيبات سياسية في سوريا، بما يخدم مصالحها الأمنية والاقتصادية.
الخلاصة
هذه التحركات تعكس صراعًا على النفوذ في سوريا والمنطقة بين قوى إقليمية. تركيا تحاول تعزيز موقفها عبر الدبلوماسية، وفرض الامر الواقع بتواجدها على الاراضي السورية بحجة حماية امنها القومي ، بينما تستغل إيران، سوريا، والعراق تنسيقهم لتقليص التدخل التركي وفرض معادلات جديدة على الأرض والحفاظ على بقاء الاسد في السلطة خوفا من صعود الحركات المتطرفة للحكم وتاثيرها على امن دول الجوار .
|