• القسم الرئيسي : العراق .
• القسم الفرعي : منوعات .
• الموضوع : من آفات اللسان التدخل في خصوصيات الآخرين .
من آفات اللسان التدخل في خصوصيات الآخرين
|
|
الحاج ابو عدي البدري ١-من آفات اللسان التدخل في خصوصيات الآخرين وتتبع أدق التفاصيل في حياتهم وهي من المسائل التي يقع فيها كثير من الناس من حيث يعلمون أو لا يعلمون بقصد أو بغيره. الأمر الذي يؤدي بالإنسان المتدخل إلى أن يتعرض للذم أو الإهانة أو الاستخفاف فيه والابتعاد عنه (بسبب حشريته الزائدة فضلاً عن أنه يسي إلى شخصية من يتدخل في حياته وشؤونه الخاصة ويعرضه للحرج أو الضيق أو يفسد عليه بعض أعماله وقد يؤدي إلى الإخلال في نظام حياته وأسرته، لذلك كان من الضروري أن نلفت النظر إلى هذه الآفة ونستعرض بعضاً من مساوئها، ونسلط الضوء على ما هو مضر منها ومسي، وما هو حسن وفي بعض الحالات النادرة، ضمن البحث التالي الذي أخذناه من كتاب المحاضرات الأخلاقية لمؤلفه سماحة السيد العزيز حسین نجیب محمد دامت تأييداته». أعطى الإسلام لكل إنسان حصانة خاصة لحياته الشخصية من خلال الدعوة إلى احترام ماله وعرضه ودمه وسائر خصوصياته. كما أعطى لبيوت المسلمين حرمة بالغة من خلال النهي عن الاطلاع على ما فيها. ففي الحديث: ومن أطلع في بيت جاره فنظر إلى عورة رجل أو شعر أمرأة أو شئ من جسدها، كان حقاً على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين يتبعون ومن خلال حرمة الدخول إليها بغير استئذان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَنْذِنَّكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلْمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَوَةِ الْفَجْرِ وَ حِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَ مِنْ بَعْدِ صَلَوَةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَكْذِنُوا كَمَا اسْتَنْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) (۲) ومن لطيف ما يروى أن سلمان الفارسي الله تزوج، فلما كان الصباح جاءه بعض أصحابه وقالوا له: كيف وجدت أهلك، فأعرض عنهم، ثم قال: إنما جعل الله الستور والخدور والأبواب التواري ما فيها، حسب أمرئ منكم أن يسأل عما ظهر له، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك، سمعت رسول الله الله يقول: «التحدث عن ذلك كالحمار ين يتشامان في الطريق (۳). أقول: في هذه القصة موعظة لنا بالمنع عن التحدث بأسرار العلاقة الزوجية بكل أنواعها. لذلك فقد جاء في النصوص الشريفة الحث على عدم التدخل بخصوصيات الناس إلا فيما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - لما في ذلك من السلبيات ومنها: - كشف الأسرار الأمر الذي يؤذي أصحابها، وخصوصاً إذا كانت من الأسرار البيئية. العداوة والخصومة: إن تدخل البعض بمشاكل الآخرين قد يؤدي إلى زيادتها وأشتعالها وخصوصاً إذا كانت مشاكل أسرية، فقد كشفت الأبحاث الاجتماعية أن أهم أسباب الطلاق يعود إلى تدخل الأهل والأصدقاء في حياة الزوجين. كلاماً لا يرضيك». - إفشال السائل: من خلال إسكاته فقد قيل: لا تتدخل فيما لا يعنيك كي لا تسمع روي أن الإمام علي الله كان يخطب على منبر الكوفة فاعترضه الأشعث بن قيس وقال: يا أمير المؤمنين هذا عليك لا لك، فخفض الإمام بصره وقال: «ما يدريك ما علي مما لي، عليك لعنة الله ولعنة اللأعنين (۱). وروي أن رجلاً رأى الإمام الباقر وهو متكن على غلامين في ساعة حارة، فجاءه قائلاً: «أصلحك الله شيخ من مشايخ قريش في هذه الساعة، على هذه الحال في طلب الدنيا ؟ ماذا لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال؟ فقال له : لو جاءني والله الموت وأنا في هذه الحال جاءني وأنا في طاعة الله تعالى أكف بها نفسي عنك وعن الناس (٢) . ه - منع الخير: فبعض الناس يتدخل ليمنع الخير وهو غافل أن فعله وسوسة شيطانية. روي أن الإمام علياً الله بعث إلى رجل بخمسة أوساق من تمر، فقال رجل: يكفيه وسق واحد . فقال الله : «لا كثر الله في المؤمنين ضربك، أعطي أنا وأنت تبخل (۱) |
• المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=8262
• تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 11 / 30
• تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7