• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : العراق .
              • القسم الفرعي : منوعات .
                    • الموضوع : عن أم المؤمنين الكبرى خديجة بنت خويلد (رض) حديث عن فصل مضيء من تأريخ هذه الأمة وأمجادها الخالدة . .

عن أم المؤمنين الكبرى خديجة بنت خويلد (رض) حديث عن فصل مضيء من تأريخ هذه الأمة وأمجادها الخالدة .





 

فصل مضيء من تأريخ هذه الأمة وأمجادها الخالدة .. وهو حديث عن عظمة المرأة المسلمة وقدوتها الرائدة في مسار العقيدة والتضحية والجهاد...

ولعظيم موقعها، وأهمية دورها في حياة هذه الأمة وإخلاصها لزوجها الرسول الهادي محمد الله ، وتفانيها في نصرة الدعوة بالمال والنفس والاخلاص، استحقت تحية الرب العظيم ، كما استحقت ثناء النبي ﷺ وعيشها في قلبه الأمين طيلة حياته المباركة، فهو لم يسأم من ذكرها ، والثناء عليها، والتعبير عن حبه لها أمام زوجاته جميعهن، فهي وحدها استحقت هذه الدرجة من الحب النبوي الكريم الذي عبر عنه بقوله : «إني لأحب حبيبها... لقد كان حب الرسالة والقيم المعبر عن تقدير وتكريم مكانتها عندما تقتدي بخديجة (رض) وإخلاصها وطهرها وتضحيتها .

إن دراسة حياة خديجة (رض) توفّر لنا العبرة والوعي، وترسم أمامنا سلوكية المرأة القدوة، وتكشف عن عظمة الرسالة والدعوة التي صنعت من خديجة هذا المثل النسوي الرائد في عالم الانسان ...
٢-المرأة والدعوة الإلهية

في تأريخ البشرية رجال عظماء صنعوا التاريخ، ورحموا مسار الأحداث. وفي تاريخ البشرية نساء كبريات ساهمين في صناعة التاريخ، وتحديد المسار ووقفت إلى جنب الرجال العظماء بؤازرتهم، ويحركن فيهم نوازع القوة والإقدام ... وكم حفل التأريخ بنساء عظيمات اختططن المسار بإرادة ذاتية مستقلة ، وبقرار منطلق من الإيمان بالمبادئ والقيم، وبما يجب أن يسير وفقه ركب الحياة .... ذكر القرآن امرأة فرعون (آسية بنت مزاحم)، وتحدث عن مريم بنت عمران ... نموذجاً للمرأة العظيمة، ومثلاً للذين آمنوا ... نموذجاً للمرأة صانعة الموقف العقيدي المرأة التي تحدت الرعب والقساوة والإرهاب ... إرهاب الطواغيت، والأهل، وذوي النفوذ الأسري والاجتماعي والسياسي ..

٣-وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رَبِّ ابن لي عند الله بيتاً في الجنة وتجني من فِرْعَوْنَ وعَمله ولجني من القوم الظالمين ، ومريم أبنة وكتبه وكانت من القانتين ) . عمران التي أحصنت فرجها فنفحنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها التحريم / ١١-١٢)
ويأتي الرسول الهادي محمد (ص)، فيتحدث عن خديجة مقرونة بأسبة. بنت مزاحم، ومريم ابنة عمران في المكانة والمقام، فيصفها بقوله :
بنت خويلد وفاطمة بنت محمد) (۱) . (خير نساء العالمين : مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم، وخديجة

أربع نسوة سيدات عالمهن: مريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد، وأفضلهن عالماً فاطمة) (٢).
وروی ابن عباس : ( إنّ رسول الله (ص) خط في الأرض أربعة خطوط .
قال : أتدرون ما هذا ، قالوا : الله ورسوله أعلم، فقال: أفضل نساء أهل بنت مزاحم، امرأة فرعون) (۳). الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية

وبهذا البيان النبوي الكريم، توضع خديجة قدوة وأسوة، ومثلاً أعلى للرجال والنساء، إلى جنب آسية ومريم المذكورتين في القرآن الكريم .. عمران ...... فمنطوق الآية: ﴿وَضَرَبَ الله مثلاً للذينَ آمَنوا امرأةَ فِرْعَوْنَ ... وَمَرْيَمَ ابنة
-----------------------------
1 - أسد الغابة / ج ٥ / ص ٥٣٧
٢- ذخائر العقبي / ص ٤٤ .
٣ - السيد محسن الأمين / أعيان الشيعة / ج ١ / ص ٣١٢.
----------------------------
٤-فاطمة البنت

وهكذا ولدت فاطمة، ودرجت في بيت النبوة، وترعرعت في ظلال الوحي، ورضعت مع لبن خديجة، حبّ الإيمان ومكارم الأخلاق، وحنان الأب الرسول (ص) والأم، أم المؤمنين الطاهرة، وهكذا عاشت فاطمة في ظلال هذا الجو الروحي، والسمو العائلي، وتشبعت روحها بالحنان النبوي الكريم .

أحب رسول الله (ص) فاطمة وأحبته، وحنا عليها، وحنت عليه ، قلم وصاغ حبه لها ، وقربها منه، أوسمة شرف، وعبارات خلود، فكان حداد يكن أحد أحب إلى قلبه ولا إنسان أقرب إلى نفسه من فاطمة ، لقد أحبها كلما وجد ذلك ضرورياً - هذه العلاقة بفاطمة، ويوضح مقامها ومكانتها في أمته، وهو يمهد لأمر عظيم، وقدر خطير، يرتبط بفاطمة، وبالليلية الطاهرة التي أعقبتها فاطمة، وبالأمة الاسلامية كلها ، كان يؤكد ذلك ليعرف المسلمون مقام فاطمة، ومكانة الأئمة من ذريتها، ليعطوا فاطمة حقها، ويحفظوا لها مكانتها ، ويُراعوا الذرية الطاهرة حق رعايتها.

فها هو رسول الله (ص) يعرف فاطمة، ويؤكد للمسلمين : فاطمة بضعةٌ مِنِّي ، فَمَنْ أَغْضَبَهَا أَغْضَبَنِي » (1) . إنما فاطمة بضعة مِنِّي ، يُؤذيني ما آذها » (۲).
وقال (ص) : « يا فاطمة ! ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين» (۳)


-------------------------------
١ - البخاري / ج ٢ / ص ١٨٥، مسند أحمد / ج 4 / ص ٣٣٢، ابن حجر العسقلاني / الإصابة في تمييز الصحابة / ج 4 / ص ٣٧٨ ، الفيروز آبادي / فضائل الخمسة / ج ٣ / ص ١٨٤، والسيوطي / الجامع الصغير / ج ٢ ص ١٦٩، وقد ورد في مستدرك الصحيحين للحاكم

/ ج ٢ / ص ١٥٤ ، عن علي (ع) قال : «قال رسول الله (ص) لفاطمة : ( إن الله يغضب الغضبك ويرضى لرضاك ) » . ٢ - سنن الترمذي / ط دار إحياء التراث العربي / ج ٥ / ص ٦٩٩. الفيروز آبادي / فضائل

0

الخمسة / ج ٣ / ص ١٨٥ ، صحيح مسلم / ج ١٦ / ص ٣. مسند أحمد / ج 4 / ص ٥ . خصائص النسائي / ص ٢٥ ، وفيه : «من آذى رسول الله فقد حبط عمله» . مستدرك الصحيحين / ج ٣ / ص ١٥٦ ، وقال : هذا إسناد صحيح .

 

الحاج ابو عدي البدري


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=8140
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 11 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 7