أ.د.جاسم يونس الحريري ||
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
للاتصال بالكاتب:- jasimunis@gmail.com
يحاول العراق اتباع سياسة خارجية متوازنة تقوم على الحفاظ على علاقات متينة مع طهران إلى جانب واشنطن ، وكذلك على تحسين علاقاته مع دول الخليج.
وأكّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عشية الذكرى الأولى لاندلاع الحرب في قطاع غزة7أكتوبر2023 ((معركة طوفان الاقصى))، أن بغداد عملت “بجهد كبير لتجنيب العراق آثار التصعيد”، مطالبا بـ”مضاعفة الجهود” من أجل “إنقاذ المنطقة من شرور حرب لا تُبقي ولا تذر”.
ويرى الباحث في معهد “سنتشوري إنترناشونال” ومقره نيويورك أن بغداد “ستضطر إلى دعم ردّ عسكري” عراقي في حال “قرّرت إسرائيل تصعيد ردّها وضرب حقول النفط بالعراق أو منشآت مثلا”.
لذلك تحاول “تجنّب بلوغ هذه المرحلة”قال موقع “واينت” العبري، السبت الموافق5/10/2024 ،((إن إسرائيل تخطط للتحرك ضد المجموعات المسلحة في العراق، بعد مقتل جنديين وإصابة آخرين باستهداف طائرة مسيرة في الجولان المحتل)).
وأضاف الموقع أن هذه هي المرة الأولى التي تؤدي فيها عمليات إطلاق من العراق إلى سقوط قتلى في ((إسرائيل))، وأشار إلى أنه على سبيل المقارنة،
في المرة الأولى التي أدى فيها إطلاق صاروخ من اليمن إلى مقتل مواطن إسرائيلي هاجم الجيش الإسرائيلي ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون في اليمن، وصرح حينها وزير الدفاع ((يوآف غالانت)): “في المرة الأولى التي قتلوا فيها مواطنا إسرائيليا – هاجمنا. ويمكن رؤية الحريق في جميع أنحاء الشرق الأوسط”، وفق تعبيره.
ونقل الموقع العبري عن مسؤولين قولهم: “سنجد التصرف المناسب الذي يجب القيام به هناك (في العراق)، سواء ردا على قيام مسيرة بضرب جنود الجيش الإسرائيلي في الجولان، أو بغض النظر عن ذلك..
سنجد شيئا لنفعله بالتأكيد”.وأعلنت المقاومة الإسلامية في العراق في وقت سابق مهاجمة هدف إسرائيلي بواسطة طائرة ذات قدرات متطورة تستخدم للمرة الأولى.
وأعلنت عن تنفيذ ثلاث عمليات منفصلة في كل من الجولان وطبريا داخل ((إسرائيل)) باستخدام الطائرات المسيرة. ويعتقد ((فيليب سميث))،
الباحث في جامعة ((ماريلاند))،المتابع لنشاطات الفصائل المسلحة في منطقة الشرق الأوسط، أن”الهدف من الحملة هو توجيه رسالة لإسرائيل”.وربما تكون الحملة أيضا وفق حديثه جزءا “من محاولة صرف انتباه(( إسرائيل))عن حزب الله اللبناني وإظهار قدراته الأكبر”.كما لا يستبعد سميث أن تكون”الهجمات تصب في إطار محاولة استعراض القدرات الموجهة للجمهور الداخلي”.
ولوحظ أن هناك طائرات مجهولة تحلق فوق مناطق مختلفة في العراق، وهذه الطائرات خرقت الأجواء العراقية وفق معلومات عسكرية، ودخلت بعمق الأراضي العراقية وكذلك استطلعت الحدود الإيرانية وكذلك الحدود السورية وغيرها،
وهذا ما يؤكد وجود ضربة قريبة ضد المقاومة الاسلامية العراقية من قبل ((إسرائيل)) وضرب منشأت حيوية مثل ميناء البصرة أو مصافي النفط أو منظومات الكهرباء وغيرها ،كـرد منها على استمرارها في ضرب الأهداف الاسرائيلية في المناطق المحتلة.
و سبق أن حددت تل أبيب 35 هدفاً داخل العراق يمكن ضربها في أي لحظة، وتشمل استهداف قيادات سياسية بارزة وزعماء المقاومة الاسلامية العراقية على غرار ما حدث في لبنان.ونحن نحذر((اسرائيل)) والمجرم نتنياهو من التورط بضرب المقاومة الاسلامية العراقية لان لديها تكتيكاً تستخدمه للرد المناسب على الاحتلال الصهيوني، ويتنوع الرد بين مسيّرات وصواريخ ومقذوفات متطورة.
وفضلا عن ذلك يمتلكون أسلحة متطورة،
وكلما صعّد العدو الصهيوني أكثر كلما استخدمت المقاومة الاسلامية العراقية أسلحة متطورة مؤثرة أكثر، وفي ظل إصرار العدو على إراقة الدماء فإن الحرب ستكون مفتوحة جواً وبراً وبحراً.
|