مرتضى الركابي ||
يتكون العرض المسرحي من عدة مشاهدة وعرض متنوع ولكن المشهد الجميل في آخر مسرحية الذي لن ولم يفارق مخيلتي والأكثر اثارة هو عند خروج (نتن/ياهو ) المجرم على شاشة التلفاز إلى إذاعة بيان وهو في داخل الملجأ والتظاهر بالنصر والثبات.
لكن العكس واضح كيف كانت كلتا يديه مرتجفه وحالوا السيطرة على الوضع ولكن فات الاوان حيث تلافى الموقف مصوره الشخصي رفع الكامرة من على يديه وركز على وجهه المتلون المنهك الشيطاني.
إذن مفردة المسرح ذات أستخدام مركزي لدى العسكريين لأن ميدان الحرب يطلق عليه مسرح العمليات، وقد تغيرت كثيراً طبيعة العمليات الحربية في مسارح العمليات المعاصرة نتيجة التأثير الطاغي للتكنولوجيا، وما أدت إليه من تغير جذري طرأ على الأسلحة وأدوات الحرب،
ويتشابه الأمر كثيراً مع “أبو الفنون” فالعرض المسرحي يعيد تشكيل مفردات الفرجة للمتلقي بصريا بسبب التكنولوجيا أيضا، من خلال الاستخدامات الرقمية للإضاءة والصوت وتنظيم السينوغرافيا تشكيليا وحركيا،
وهذا احد العروض المسرحية في منتصف أبريل الماضي قامت إيران بإطلاق 170 طائرة مسيرة و30 صاروخ كروز على إسرائيل، كرد انتقامي على قيام إسرائيل بقصف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، واستشهاد أحد قياداتها من الحرس الثوري والمشرفين على الحرب في سوريا، حيث تلك الطائرات المسيرة والصواريخ سببت صدمة الى أمريكا وحلفائها من اليهود والعرب المتصهينة،
تكرر ذات الأمر اليوم مع الرد الإيراني على استشهاد السيد قائد المقاومة الإسلامية في لبنان، الشهيد سماحة السيد حسن نصرالله، حيث تم إطلاق أكثر من مئتي صاروخ على إسرائيل ٩٠٪ اصابت أهدافها مباشر وحدثت معادلة جديدة في المنطقة والأحداث وكان يوم رعب على اليهود ومن معهم
هناك سؤال في ذهن البعض الذين يتخيلون ان إسرائيل لا تقهر هل كان الهجوم الإيراني “مسرحية”؟ بالفعل، ولماذا؟
وهل هذا الهجوم بلا فاعلية؟.
إجابة عن السؤال نرصد عددًا من النقاط؛ أولًا: أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإمام علي خامنئي، استبقه، مُعلنًا، أن عقاب إسرائيل، قادم لا محالة.. ردًا، على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق (1/4/2024)، واغتيال قادة في الحرس الثوري الإيراني، على رأسهم الجنرال محمد رضا زاهدي. وعيد خامنئي، أثار حالة من الرعب والفزع، والارتباك، انتابت “الكيان”، أيامًا، انتظارًا للرد إدراكًا لجدية الوعيد.
ثانيًا: أن الرئيس الأميركي جو بايدن، حذرَ “الإيرانيين” مرارًا، وعلنًا، بألا يهاجموا إسرائي/ل قائلًا لا تفعلوا مُشددًا، على التزام “أميركا” بأمن إسرائي/ل والدفاع عنها، ومارس عليهم ضغوطًا عبر وسطاء، لإثنائهم عن المُضي قدمًا فيما قرروه من رد على إسرائي/ل دون جدوى. فلم تمتثل “إيران” للتحذيرات والضغوط الأميركية، ولم ترتدع، أو تتراجع.
“إيران”، دولة قوية ومهمة، فاعلة في الإقليم، وفي القضية الفلسطينية تعرف ما تريد، وكيف تصل لما تريده. بعض الناقمين عليها، في تهوينهم شأن هجومها على إسرائ/يل تُحركهم نزعات طائفية مذمومة تُسهم عمدًا أو بدون قصد في توليد، وإشعال نيران الحقد والكراهية بين المسلمين والعرب وتمزيقهم إلى سُنة وشيعة
البعض الآخر مُنقاد بلا إدراك وراء السخافات التي تبثها فضائيات عربية “متصهينة” تُخاصم المهنية و”مليشيات إلكترونية” ربما يُديرها إسرائيليون أو عرب مثلنا يحبون “الاحتلال” حبًا جمًا ويرونه أقرب إليهم من إيران وبني جلدتهم
ويتضح من هذا الأحدث والمعطيات ان لدينا مشكلة “تربوية” في بيوتنا ومدارسنا وبلادنا العربية اعتمادًا للتلقين والحفظ والاسترجاع والسمع والطاعة والولاء
ماذا ينتج هذا كله ينتج أفراداً يميلون إلى الانسياق الأعمى وراء الرأي معلب مثلاً الهجوم مسرحية إيرانية يعتنقونه ويرددونه ولا يهتمون ان كان الخبر ساذجًا أو ملفقًا بما يُغني الفرد عن تشغيل عقله، لتكون كثرة من الناس يحفظون ولا يفقهون.
بل نقول ونؤكد مرارا وتكرارا ان الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني ليس “مسرحية”، بالتأكيد بل يتضمن رسائل قوية اللهجة نارية شديدة الاشتعال مفادها أن هذا الكيان مجرد “أكذوبة كبرى وأنه لم يعد في منعة ومأمن وحصانة فالمنعة التي استقرت في الأذهان لعقود أسقطها “طوفان الأقصى” في الساعات الأولى من صباح 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي
وها هو المُتبقي منها يتبدد مُجددًا، على خلفية الرعب والهلع اللذين اجتاحا “الكيان تحسبًا للهجوم الإيراني والارتباك الحاصل حاليًا بشأن الرد على إيران من عدمه إدراكًا بأن الدنيا تغيّرت وأن ما قبل “طوفان الأقصى” ليس كما بعده .
|