• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا (اليأس )من دول الخليج ؟ .

لماذا (اليأس )من دول الخليج ؟

 

 

 

محمود الهاشمي 

تتعالى صيحات العرب جميعا ومعهم المسلمون واحرار العالم بالعتب واحيانا اللوم على 

شعوب دول الخليج ،كونهم في منأى عن اي موقف قومي او حتى (إسلامي)،بل ان مالهم وارضهم وسياستهم في خدمة أعداء الامة .

ونقول ،ان هذه ليست دولا كي نعاتبها او نطالبها بأكثر من امكانياتها ،فهي مجرد محميات 

أمريكية ومن قبل بريطانية ،

سكانها كانوا مجرد بدو رعاة يطوفون الصحراء المجدبة ،شاء ان يتدفق النفط والغاز من أراضيهم ،ولما كانوا دون خبرة تذكر ودون تعليم وأسس دولة 

توكل الغرب باستخراج البترول 

والغاز من أراضيهم وصمم لهم 

حياتهم ومؤسساتهم وأموالهم 

بالشكل الذي جعلهم خارج الحياة وميادينها وحيويتها وأزماتها ،وخارج تطلعات الامة .

مرة سالوا مسؤولا من دول الخليج (ماذا لو نضب النفط في أراضيكم ؟)قال(نعود لحياة الجمال).!

سأضرب مثلا في دولة (قطر )فان عدد سكانها الان (٣٥٠)الف نسمة ،فكم عدد سكانها في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي ؟

حتما (٥٠) الف !

وكيف ل(٥٠)الف نسمة يوم تدفق النفط والغاز في أراضيهم ان يكون لهم مهندسون وسياسيون يديرون هذه المشاريع تقنيا وتصديرا وسياسة وإدارة الأموال ؟

قطر مساحتها (١١)الف كم٢ اغلبها 

صحراء ورمال سوافي وسبخ عند السواحل وبعض الجبال ،ومساحة العاصمة الدوحة (١٣٢ )كم٢،وبهذه المساحة الصغيرة يوجد مطار دولي كبير وقاعدتان عسكريتان أمريكيتان (العديدة والسيلية)احدهما تضم (١٢)الف عسكري ،وهناك قاعدة عسكرية تركية عند 

الساحل ويشارك مليونا اجنبي القطريين 

هذه المساحة الصغيرة .

ترى ماامكانيات شعب قطر او حكومة قطر بان يكون لهم قرار مستقل ؟وان ماتقوم به دولة قطر لايمكن ان يخرج عن راي الإدارات الدولية (الولايات المتحدة )سواء في المفاوضات والنشاطات السياسية او الاقتصادية ،

و اي خروج عن مخططات الغرب سيسارعون بتغيير قياداتهم ..

ماينطبق على قطر ينطبق على بقية دول الخليج كبروا او صغروا ..فمثلا الامارات عدد نفوسها عندما تشكلت عام ١٩٧٠ 

فقط (٢٥٠)الف نسمة متوزعين على سبع امارات تجاور الينابيع ،

فيما الان عدد 

نفوسها (٨٥٠)الف نسمة ومعهم (١٠)ملايين اجنبي ،وعدد الهنود لوحدهم (٣/٥)مليون إنسان ،ويعيش في الإمارات أكثر من 500 ألف إيراني وبعضهم حاصل على جنسية الدولةوامثالهم الصينيون

والباقون من بنكلادش وغيرها ..

هناك قانون يجيز للمقيم بالإمارات لمدة (٢٥)سنة ان يحصل على الجنسية وبذا فإنه في عام ٢٠٥٠ ستتغير التركيبة الاجتماعية في دول الخليج ،وفقا لتقديرات المراكز الاكاديمية بدول الخليج ويصبح السكان الأصليون مجرد اقليات ،ويرتفع العدد الكلي للأجانب في دول الخليج إلى 23 مليونًا أو أكثر بعد إضافة أفراد أسر العمالة الوافدة؛ مما يعني تشكيلهم قرابة نصف السكان.

ان الخطر الأكبر على دول الخليج ليس في التركيبة السكانية فقط ،بل في الاقتصاد حيث امتلاك الأجانب معظم الشركات والمصارف الكبرى 

وكذلك الأمن حيث ان الجهاز الأمني معظمه من من الأجانب 

وإذا كان (الأجانب )في السابق 

ليس خلفهم دول قوية ترعاهم 

وتتابع شؤونهم مثل الهند حيث 

كان مواطنوهم يتعرضون للامتهان والضرب والاعتداءات 

والاهانة والطرد أثناء عملهم في دول الخليج فيما الهند باتت دولة كبرى اقتصادا وتسليحا وعلما وثقافة وترقص (مع العمالقة )كما يصفها الاقتصاديون ولاتسمح المساس بمواطنيها ونعتقد ان فلم (حياة الماعز ) الهندي الذي ابرز توحش الإنسان الخليجي اتجاه العمال الأجانب فيه رسالة واضحة وتهديد مبطن بان (أبناء الهند ليس عرضة للامتهان)وكذلك في موقف الهند من مواطنيها الضباط الثمانية الذين حكم عليهم بالإعدام بدولة قطر باتهامهم بالتجسس لصالح اسرائيل حيث كانوا يعملون في مشروع غواصات مع شركة خاصة لصالح السلطات القطرية، في عام 2022،فتم إلقاء القبض عليهم من قبل السلطات القطرية واعترافهم بالجرم لكن امام ضغط الحكومة الهندية تم الإفراج عنهم في الشهر الثاني من عام ٢٠٢٤،وانا متأكد ان الإفراج عنهم جاء نتيجة وقوف بلدهم خلفهم ..

ان المشكلة الأساسية في دول الخليج ان حكوماتها تمتلك المال والسلطة والأمن والإعلام 

ومن يخرج عن ذلك (يقطع )كما فعلوا مع (القاشقجي)او قطع الرؤوس كما حدث مع الشيخ النمر ،دون ادنى حساب دولي فهم يحكمون عبر الدعم الغربي 

لهم والمال إلى خنق إرادة شعوبهم ،كما استطاعت انظمتهم ان تصنع من الشعب 

نموذجا لايتقبل الآخر ،وان يرى بالآخرين مجرد (خدم )جاؤوا إلى بلدانهم ،وهذا جعلهم (شعوب الخليج )لايقيمون العلاقة مع الآخرين عربا او اجانباً حتى لو عشت معهم عشرين عاما ..

ان واحدة من أسباب سرعة الانفعال والتوحش في الشخصية (العامة )الخليجية هي التركيز على النمطية الاجتماعية وكأن الدنيا هذا المحيط الصحراوي بحيواناته  

ورمله وطيوره وكفى ..

ولذا حين تتحدث مع اي منهم ستجد صعوبة في ايجاد مشترك ،وهذا يصل ايضا إلى ما متعلميهم فحين نستضاف في 

احدى القنوات الفضائية مع محلل سياسي او عسكري خليجي سرعان ما ينفعل إذا خالفته بالرأي ويسمعك كلاما خشنا ،ومن الصعب ان تنتقد حكومته حيث يعتقد بقدسيتها ،وقدسية قرارتها ،ولديهم قانون يحكم من يشتم الأمير او الملك ب(الإعدام)باسم (شتم الذات الملكية). 

وبشأن المعارضة فعموما لاتوجد معارضة (صريحة )تريد الثورة وتغيير النظام بل هي مطالب اصلاحية مثل نظام ملكي دستوري كما في البحرين 

وأمثالها يقول الكاتب الكويتي 

محمد هلال الخالدي(لدينا شباب وطني يطالب بإصلاحات إدارية بسيطة تحفظ الأوطان وتصون كرامات الناس وحرياتهم، لكن مع الأسف، بدلا من احتوائهم والاستفادة من خبراتهم وجهودهم وأفكارهم، تتم ملاحقتهم والتعامل معهم بقبضة أمنية باطشة، جعلتهم يختارون المنفى الخارجي)

في الختام من حقنا ان نسأل 

:-متى نعتقد ان تكون دول الخليج جزء من واقع الامة وتطلعاتها ؟

الجواب ان الامة حتى الان لم تجد طريقها ،وفاقدة لمشروع 

نهضوي تجعل الإنسان الخليجي 

يخرج من شرنقة الرمل والبداوة 

ويضحي ببحبوحة المال والرفاه 

لعالم اكثر توهجا وحرية .

  الجميع كان ينتظر موقفاُ للامة العربية في ان تقف مع معركة (طوفان الأقصى )لنصرة القضية الفلسطينية الاً انه ومع طول امد المعركة على مدى عام تراجع الموقف العربي حتى على مستوى المؤتمرات والمهرجانات والأنكى من ذلك تراجع الإعلام العربي ليقف موقف (الشامت )بالمقاومة وكانّها (ورطت )شعب غزة ولبنان وفي مقدمة الذي وقف هذا الموقف هم دول الخليج في اعلامهم ،منتظرين انهيار المقاومة والتسليم لاسرائيل 

باعتبار أنها (القوة التي لاتقهر)


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=7483
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 10 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 8