حسن درباش العامري
كاتب وناقد سياسي
قرأت اليوم خبر مطالبة احد المسؤولين في محافظه عراقيه ان يتم تعيين المهجرين اللبنانيين في العراق والذي قد يجدها المهجر سببا في ترك بلده والاستقرار وربما سيثير مشاعر معاكسه لابناء البلد..قرار اقل مايقال عنه بأنه قد اطلق بمشاعر ولكنها خاطئة جدا فأدارة الدول لاتستخدم العواطف بل تدار بمبدأ المصالح من اجل تحقيق الخير والرفعه للبلد !! اذا ماعرفنا ان المخطط الصهيوني يدفع لتهجير الشيعه في جنوب لبنان الى العراق ودول عربيه واجنبيه اخرى من اجل ان يحول ديارهم الى مستعمرات ومستوطنات على طريق هدفهم التوسعي وانشاء مايسمى بدولة اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات !!!
ان هكذا قرار خاطئ ربما تكون خلفه دوافع اخرى !فليس من الطبيعي ان يجهل مسؤول بدرجة محافظ او اي مسؤول في محافظه ان قرار كهذا سيدفع الشباب العاطل والمعطل في العراقي من الذين يعانون شظف العيش ويملؤون الطرقات بتظاهرات شبه يوميه للمطالبه بالتعيين وغيرهم الكثيرين الذين يستدينون المال من اجل دفع تلك المبالغ لبعض من استغل منصبه وباع دينه للتربح وبيع الدرجات الوظيفيه ، من اجل الحصول على وظيفه توفر لهم مورد ثابت وتضمن لهم مستوى عيش معين ، والشعور بالاستقرار النفسي في بلد متغيير الحكومات والقرارات والامزجه ،و هذا ماسيعتبر الضيوف المهجرين كمن ينافسهم بالعيش وعلى وظائف يعتبر ابن البلد الاولى بها في بلدهم ،،فيثير مشاعر البغض والكراهيه وهيه حاله طبيعيه والتي يدفع لها العدو وربما بعض العرب.
كما ان الحاله النفسيه المتأزمه لمن ترك داره فارا من بطش الصهاينه لاينتظر منا التعيين بل ينتظر التخفيف عنه وأسكانه وتوفير احتياجاته الضروريه،
ان الاخوه من المهجرين من لبنان وغيرها سيعيشون فتره معينه في بلدهم العراق معززين مكرمين وسيقسم العراقيين معهم الرغيف وسيسكنون في حدقات عيوننا في بلدهم الثاني العراق وسنعمل على ان نجعلهم لايشعرون بالغربه من خلال تقديم كل مايحفظ كرامتهم وعزهم ،الى ان يشاء الله ويكتب لهم العوده لديارهم سالمين، وهم يحملون الذكريات الجميله عن العراق وشعبه ،فليس من الاخلاق العربيه ان يطلب المضيف من ضيفه ان يعمل او يخدم او ان يكلف بأي عمل او جهد..فمدة الضيافه للاخرين ثلاث ايام ولكنها لشعب العراق الكريم لاتحدد بالايام ،
على المسؤول العراقي ان لايتخد القرارات الارتجاليه الغير مدروسه والتي تعطي الاثر المعاكس ،وربما القرار الذي يطبق مايريده الاعداء لاحتلال بلداننا العربيه واحدا تلو الاخر ،ومن جانب اخر فأن الموازنه العراقيه لاتتحمل ذلك العدد من الموظفين لنحول دوائرنا الى دور للبطاله المقنعه ودفع مرتبات للجميع وربما دفع مرتبات تقاعد كما يحصل الان من فرض مرتبات تقاعديه للمصريين والعرب العاملين في عهد النظام السابق لتقتطع من قوت الشعب العراقي ..
|