• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسعود بزشكيان في بغداد..رسائل وأهداف..! .

مسعود بزشكيان في بغداد..رسائل وأهداف..!

 

 

 

 

كندي الزهيري ||

في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في تموز الماضي، خلفًا للشهيد براهيم رئيسي ، بزشكيان يفتح زياراته الخارجية من بوابة بغداد . زار الرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بغداد، وكان في استقباله رئيس مجلس الوزراء العراق، من ثم أكمل مهمة زيارته ليلتقي رئيس الجمهورية،

وبعد ذلك التقى بعض رؤساء الكتل والأحزاب السياسية العراقية. تاريخ الحديث للعلاقات العراقية الإيرانية: مرت العلاقات العراقية الإيرانية بالكثير من الأزمات قبل انتصار الثورة، وبعد انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وصل الصراع بين الدولتين إلى صراع دموي استمر ثماني سنوات متواصلة، بعد ذلك بفترة ليست بقصيرة حاول النظام السابق فتح بعض منافذ العلاقات بين البلدين، -تحديدًا- بعد أن تخلى عنه حلفاؤه الذين زجوا به بحروب عبثية هدفها تدمير العراق…

ما بعد ٢٠٠٣ م ودخول العراق بنظام منتخب ودستور جديد، تعرض العراق إلى حرب طائفية مخيفة، بدعم غربي أمريكي مدعوم بأموال دويلات الخليج، كان الهدف تمزيق وحدة الشعب العراقي، وعدم السماح بوجود استقرار سياسي واقتصادي وأمني، لكون ذلك يمثل تهديد حقيقي لتلك الأنظمة، قامة إيران بدعم العراق من أجل الوصول إلى الاستقرار المطلوب، و في ٢٠١٤ م تعرض العراق إلى أكبر هجمة إرهابية بالتاريخ الحديث، كان العراق الجريح الذي سالت دماء شعبه في الشوارع بسبب الدعم العالمي للإرهاب في العراق،

اتجه العراق إلى العالم طلبا للمساعدة أو مَدّ رجال العراق بالسلاح، لكن لا أحد يجيب، فمَا كان لإيران أن تقف موقف المتفرج، إنما أرسلت خيرة قادتها العسكريين، للوقوف مع الشعب العراقي وفتح مخازنها وجعل ترسانتها العسكرية تحت تصرف العراق، هذا الوقوف أدى لا إنقاذ العراق، وتخلص من الإرهاب العالمي المدعوم من الكيان الصهيوني والأمريكي والغربي، بأموال دويلات الخليج. اليوم تمر العلاقات العراقية الإيرانية ، بمرحلة جديدة ، أكثر تطورًا واستقرارًا ، في كافة المجالات .

إن أهم ما يميز العلاقات العراقية الإيرانية، هو التناغم الواضح بالتعامل مع أحداث المنطقة، والرؤية المستقبلية التي يتبناها العراق وإيران، بأن تكون المنطقة مستقرة ومزدهرة، وأن خيراتها يجب أن توضع تحت تصرف شعوبها، ورفع يد الأجنبي عنها. من أبرز ما تمت مناقشته هو الموقف الثابت للطرفين، مما يحدث في غزة الصابرة، وإدانة واضحة كانت ولا زالت للجرائم الكيان المتوحش الإرهابي…

أما في القضايا بين البلدين، هناك عدة ملفات تهم الطرفين، منها الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، لذا؛ تعاني إيران التي لها حدودا طويلة مع العراق من نشاطات ما يسمى (المعارضة) في شمال العراق، والأخير تعهد سابقا بأنه سيمنع أي كان من تهديد دول الجوار، والعراق اليوم مصدر ثقة لدى الجميع، بما يقوم فيه من دور إيجابي على مستوى المنطقة الشرق الإسلامي الكبير، إضافة إلى الوجود الأمريكي الذي يمثل خطر على العراق ودول الجوار -خصوصًا- إيران، التي ترى بأن التواجد الأمريكي في المنطقة والعراق على وجهه التحديد،

يمثل خطرا دائمًا، وعامل مزعزع للاستقرار في المنطقة. العراق كان ولا زال يرى أن من مصلحة الجميع ، الجلوس على طاولة الحُوَار ، وأن أمن المنطقة مسؤولية شعوبها لا مسؤولية البوارج والقواعد الأمريكية ، وهذا هو عين الصواب . ما تم التوقيع عليه من مذكرات تفاهم بين الجانبين، يمثل إرادة لترسيخ التعاون وتنمية العلاقات على كافة المستويات بين العراق وإيران، التي ترى بأن أستقرار العراق، يؤدي إلى استقرار المنطقة، والحفاظ على ذلك من أولى أولوياتها، لذا؛ هذه الزيارة رسالة طُمَأنينة للشعبين، ورسالة سياسية بأن إيران ترى أن العراق عاد -من جديد- وبقوة، لاعب مهم في المنطقة،

منه تبدأ وإليه تنتهي. وحدة المواقف: العراق وإيران، الناتج من التشاور والتنسيق في الكثير من القضايا، التي تهم المنطقة، الموقف الإيراني ليس بعيد عن نظيرة العراقي، مثال على ذلك الحرب في اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين، مواقف ثابتة ولا يمكن أن نرى أي اختلاف في ذلك، دعم الشعب الفلسطيني المظلوم، يعد وأجب من واجبات العراق وإيران، القضاء على الإرهاب في سوريَا كذلك، الموقف من محاصرته اليمن وغيرها الكثير، أما على مستوى المنطقة ، العراق يؤدّي دور مهم بتقريب وجهات النظر بين إيران والدول العربية مثل السُّعُودية ومصر وغيرها من الدول،

الهدف استقرار المنطقة وإيجاد حلول للمشاكل المتراكمة. قلنا بأن هناك رسائل من زيارة (بزشكيان) إلى العراق، منها الداخلية وأخرى الخارجية، الداخلية ذكرنا بعضًا منها في أعلاه، أما الخارجية فهي أن إيران اليوم تفتح فصل جديد من العلاقات بين دول المنطقة وكذلك العالم، في ظل العقوبات الأمريكية المستمرة على الشعب الإيراني، فإن إيران لن تتنازل عن دعم قضايا الأمة الإسلامية، لأن ذلك يمثل عقيدة راسخة لا تبديل لها، أن إيران تريد علاقات متوازنة، لا تتدخل فيها يد الغرب، وأن السبيل

الوحيد لخروج شعوب المنطقة من كابوس الحروب هو “بالوحدة والتماسك”، ولا أمل للشعوب إلا بذلك، وأن من أهم رسائل إيران التي انطلقت من العراق، لكون العراق يمثل إرادة ترسيخ التعايش السلمي في المنطقة، وحدة الشعوب، أرسل بزشكيان رسالة إلى شعوب المنطقة وهي (التحرك نحو فتح حدود الدول الإسلامية، مثل تجرِبة الإتحاد الأوروبي)، هذه الرسالة تمثل إرادة الشعوب الإسلامية،

وهي مقدمة لعودة القرار بيد الشعوب المنطقة . إن هذه الرسالة من أخطر الرسائل، التي توجهها إيران للشعوب الإسلامية، لكون ذلك يمثل رعب رهيب للغرب، الذي يرى بأن تمزيق الشعوب الإسلامية ووضع حواجز بينهم، والتشديد على ذلك،

يؤدي إلى دوام سلطته واستعماره وإرهابه بحق شعوب المنطقة. إن انطلاق تلك الرسالة من العراق، يؤكد بأن المستقبل القريب، ستكون المنطقة بيد شعوبها الأصيلة، ولا صوت يعلوا فوق صوت شعوبها. اليوم دور العراق أصبح أكثر وضوحًا، وأقوى عودًا،

على الرغم من وجود زُمْرَة لا ترغب باستقرار العراق خدمة للمال الخليجي، و للمخططات الصهيوأمريكي، مع ذلك موقف العراق الرسمي ما زال ثابتًا، اتجاه قضايا الأمة وشعوبها الإسلامية.

كندي الزهيري


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=6851
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 8