• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : 🛑 غمآئِم النُّور .

🛑 غمآئِم النُّور

 

 

 

 

 

 

ابو نرجس الكعبي

استاء الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) من هزيمة  القائدة في معركة ذات السلاسل و كره منهم هذاالموقف .و هنا أنزعج المسلمون و حزنوا للهزائم المتتالية ، فعمد رسولُ اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى تنظيم مجموعة جديدة بقيادة بطل الإسلام الخالد عليِّ بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) وبعثهم لمقاتلة العدو                                        .
فطلب عليّ ( عليه السَّلام ) من زوجته فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) أن تأتي له بالعصابة التي كان يشدّها على جبينه في اللحظات الصعبة ، فتعصَّب بها ، فحزنت فاطمة ( عليها السَّلام ) و بكت إشفاقاً عليه ، فسلَّاها النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و هدّأها و مسح الدموع عن عينيها ، و شيّع عليّاً حتى بلغ معه مسجد الأحزاب ، و عليّ راكبٌ على فرس أبلقٍ ، و قد لبس بردين يمانيّين ، و حمل رمحاً هندياً بيده ، فودَّعه الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و قال : " أرسلته كراراً غير فرّار "

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾

رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " ... و لما نزلت السورة خرج رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى الناس فصلى بهم الغداة و قرأ فيها و العاديات ، فلما فرغ من صلاته قال أصحابه هذه سورة لم نعرفها ، فقال رسول الله : نعم ! إن عليا ظفر بأعداء الله و بشرني بذلك جبرائيل في هذه الليلة ، فقدم علي ( عليه السَّلام ) بعد أيام بالغنائم و الأسارى "
و اغرورقت عينا علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) بالدموع استبشاراً ، فقال رسول اللّه ( صلَّى الله عليه و آله كان رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ينتظر رجوع ابن عمه من هذه الغزوة الظافرة ، و ما أن قَرُب جيش الإسلام من المدينة حتى خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) في جماعة من أصحابه لاستقبال علي ( عليه السَّلام ) و من معه من جند الإسلام الظافر .

و ما أن وقعت عينا القائد المنتصر على رسول اللّه ( صلَّى الله عليه و آله ) حتى ترجّل من فرسه فوراً احتراماً و إجلالاً ، فقال له ( صلَّى الله عليه و آله ) و هو يربت على كتفه : " اركب فانَّ اللّه و رسوله عنك راضيان ") في شأن علي قولته المعروفة : " يا عليّ لَولا أَنّي اُشفقُ أن تقولَ فيك طوائف مِن اُمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلتُ فيك اليوم مقالاً لا تمرُّ بملأَ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك "

وقفت كثيرا امام هذه المعركة وأنا أعيد صورها و أقرأ في تفاصيلها. فأن كان الله جل شأنه "سمع قول التي تجادلك في زوجها " وهو امر اجتماعي فكيف بحدث اجتمع فيه اثنا عشر الف من المشركين في اعلى درجات التنظيم و التخطيط و القدرة . و لا استبعد دخول قوى عظمى في توحيد صفوفهم و دعمهم. ان الحملات التي ارسلها رسول الله صلى الله عليه و آله كانت من رجال الفوا الحرب وشاركوا فيها وممن تثق بهم في مثل هذا الظروف. فلما فروا ؟ اغلب الظن انهم لم يعيدوا الامر لله ورسوله كانوا معاندين في ان لا تعطى الراية لعلي عليه السلام. فقدم كلا ما بجعبته. فكان امرهم فرطا....... يتبع

"الرسول محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله و سلم " يندب "علي عليه السلام " و يشايعه الى اطراف المدينة امام اهلها و السكان فضلا عن الحملات المهزومة. وهورسول الله السراج المنير مبشرا قبل ان تبدء المعركة فيقول كرار غير فرار. ماذا يعني كل ذلك.

"علي ابن ابي طالب سلام الله عليهما" .و من قبله ابيه فارس الحرب الضبابيه ببصيرته النافذة ووعيه للحقيقة المحمديه فقد حامى ودافع وناصر عن فجرا آمن به قبل بزوغ الاسلام من خلال الحنكة و الدراية و التخطيط و الصبر الطويل و علمه بأن لكل آن اوان. و يردف الله الاسلام بيعسوب الدين ليترجم قول الله تعالى  قرآنا ناطقا و يثبت منهج رسوله و شرعته فهو صلوات ربي و سلامه عليه (علي ابن ابي طالب) اهم ما في الرسالة المحمدية بل كما وصف نفسة المقدسة "قطب الرحى". و كما جاء في محكم التنزيل " يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ " فكل ماتقدم يضيع مالم تبلغ بولاية عليا عليه السلام.

الله جل و على شأنة يؤيد بنصره من يشاء من عباده و يسدد ويرشد وهو معهم ببركة الامام الهمام ليث الله الغالب ان الله يدافع عن الذين امنوا. فينتصر "علي سلام الله عليه ". الله يرسل جبريل يحمل رسالة النصر يتلوها الوحي على رسوله مبتدئا بواو القسم فيقسم حتى بالغبار المتطاير من حوافر خيل المجاهدين متفاخرا بوليه الذي جعل حتى التراب الذي وطئته خيول المجاهدن .مباركا فكان اعجازا و اغرب من الخيال لكن لاخيال في الامر.فمن خاف الله اعطاه جنتان في الاخرة فماذا يعطيه في الدنيا ؟ "و لمن خاف مقام ربه جنتان".

فقد تبدد السؤال في ذهني حول قول رسول الله صلى الله عليه وآاله و سلم في قوله لعلي عليه السلام " يا عليّ لَولا أَنّي اُشفقُ أن تقولَ فيك طوائف مِن اُمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلتُ فيك اليوم مقالاً لا تمرُّ بملأَ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك         ".فأنت و جهه الله الذي يؤتى و انت و ليه الاعظم و نحن اليوم نعلم ان ماسكت عنه رسول الله اعظم بحق امير المؤمنين ليترك الباب مواربا للعارفين و الاعاشقين و لمن شاء من السالكين لينهلوا من علمه الذي لا ينضب .

وعودا على بدء فأن الله مع الذين امنوا ولن تنفك الايات القرأنية تؤكد ذلك و حجته"عجل الله فرجه الشريف" معنا وورثة الانبياء مرابطين يخوضون المعارك في كل سوحها ولم يغفلوا فمنهم من تقدم فالمواجهة و منهم يكشف الشبهات و يؤكدوا على وحدة الساحات ان من رسم خريطة النصر منذ اكثر من اربعين سنة يجب ان لا يفرط فيه و من غير خارطة جغرافية القوى اولى بالاتأييد و الماجهة قادمة لا محال .


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=5503
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2024 / 04 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 8