عدنان علامه
لم يحرك ضمير أمريكا ودول العالم أمس أعداد الشهداء الفلسطينيين ال 19667شهيد؛ أو أعداد الجرحى الذي تجاوز ال 52586 جريحًا، أو أعداد المفقودين الذين قاربوا ال 9000 مفقود علمًا بأن أكثر من 60% من الشهداء والجرحى والمفقود هم من الأطفال والنساء والشيوخ.
ولم يتحرك ضمير العالم عندما خرقت إسرائيل القانون الإنساني الدولي في 7 أكتوبر حين أعلن غالانت قطع الماء، والكهرباء والغذاء عن غزة.
وبدلًا من معالجة أسباب عملية طوفان الأقصى؛ استحضرت الحركة الصهيونية العالمية نصوص توراتية منذ 3000 عام مشكوك في صحتها عن العماليق وضرورة إبادتهم؛ وأمرت تلك الحركة بايدن بإدارة الأمور دفاعًا عن الغدة السرطانية المزروعة غصبًا في قلب الجسم العربي.
فبدأت أمريكا بإدارة عملية الإبادة الجماعية، ففتحت مخازنها من الصواريخ المدمرة ونقلتها عبر جسر جوي إلى إسرلئيل للحفاظ على المخزون العسكري المتخم بكافة أنواع أسلحة القتل الدمار والتدمير.
ولا بد من الإشارة إلى صوت الحق الذي صدَحَ به الأمين العام للأمم المتحدة في وجه المتآمرين حفاظًا على القانون الإنساني الدولي الذي داسته أمريكا وإسرائيل تحت أقدامهم وفعّلوا قانون القوة وارتكاب مجازر التطهير العرقي والإبادة الجماعية وليس العقاب الجماعي.
فبتاريخ الثلاثاء 24 تشرين الأول الماضي، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية، يشارك فيها إضافة إلى أعضاء المجلس الخمسة عشر 90 شخصًا.
وفي كلمته قال غوتيريش: “من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة”.
وأكد غوتيريش أن “الشعب الفلسطيني تحت احتلال خانق منذ 56 عاما”، مضيفا: ” أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا”.
وأعرب عن “قلق عميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الانساني الدولي التي نراها في غزة”، قائلا: “لنكن واضحين: كل طرف في أي نزاع مسلح ليس فوق القانون الإنساني الدولي”.
وبتاريخ 6 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، وَتفعيلًا للمادة 99، أرسل غوتيريش خطابا لمجلس الأمن حول الوضع في فلسطين وإسرائيل باعتباره تهديدا للسلم والأمن الدوليين. والأمين العام في خطابه لرئيس مجلس الأمن الدولي، قال إن المدنيين في أنحاء غزة يواجهون خطرًا جسيمًا. وأشار إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، وفق التقارير، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، يمثل الأطفال أكثر من 40% منهم بالإضافة إلى إصابة الآلاف بجراح.
وأشار الأمين العام إلى تدمير أكثر من نصف جميع المنازل في غزة، والتهجير القسري لنحو 80% من السكان البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، إلى مناطق متقلصة في المساحة.
وأكد غوتيريش “عدم وجود مكان آمن في غزة”، وعدم وجود حماية فعالة للمدنيين. وتحدث عن انهيار نظام الرعاية الصحية، وتحول المستشفيات إلى ساحات للمعارك.
وأشار غوتيريش إلى قرار مجلس الأمن رقم 2712 الذي يدعو إلى توسيع نطاق توصيل الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان المدنيين وخاصة الأطفال. وقال إن الظروف الراهنة تجعل القيام بالعمليات الإنسانية ذات المغزى، أمرًا مستحيلًا.
وحذر الأمين العام في خطابه من الخطر الجسيم لانهيار النظام الإنساني، وقال إن الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة بعواقب قد لا يمكن عكسها على جميع الفلسطينيين وعلى السلم والأمن في المنطقة.
وشدد على ضرورة تجنب مثل هذه النتيجة بكل السبل الممكنة. وقال إن على المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع حدوث مزيد من التصعيد ولإنهاء الأزمة. وحث أعضاء مجلس الأمن الدولي على الضغط لتجنب وقوع كارثة إنسانية. وجدد مناشدته لإعلان الوقف الإنساني لإطلاق النار، مشددا على إلحاح ذلك الأمر.
وللأسف فإن مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة لم تجد آذانًا صاغية ولم تتحرك أية دولة لنجدة الحق والحفاظ على القانون الإنساني الدولي الذي يسمو على كل القوانين ولا يُسْمَى عليه. ولكن وللاسف حضر وزير الدفاع الأمريكي على عجلإلى فلسطين المحتلة للقاء القادة العسكريين لمعالجة الحصار الذي فرضه أنصار الله على كافة السفن المتوجهة إلى الكيان الغاصب.
ونظرًا لتعليمات بايدن الصهيونية، يجب العمل على إرضاء إسرائيل فتسرّع بالإعلان عن “حارس الإزدهار”:
أعلنت الولايات المتحدة الاثنين، 19 كانون الأول/ ديسمبر 2023 عن إطلاق مبادرة أمنية متعددة الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر، تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، في أعقاب سلسلة من الهجمات التي شنها الحوثيون، على سفن تجارية.
|