• الموقع : وكالة عين شاهد .
        • القسم الرئيسي : مقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اني انست نارا .

اني انست نارا

 

 

 

 

جاسم الكعبي

اشراقة (اني انست نارا)
في الخامسة والربعين بدئت استعين بزجاجتين يحملهم انفي الذي كان يصعب عليه ان يحمل ريشة . رغما عن انفي وكما اعتادت نفس
المتمردة على الاستغلال النفعي والمساومة فقد بدئت تقترض بعض الشفقة والتسامح من الاخرين لقاء الوهن الذي بدء يتسرب اليها وتشعب الطرق وتشظي الامنيات على صخرة الواقع جعلها تقبل الاخر مجبرة لا مخيرة.
كنت مع ابنتي الصغرى نلعب رمي الكرة في السلة التي تبعد عنا مترين فكانت تصيب الهدف رغم صغرها وبكل خبرتي وما اتمتع به من قوى بدنييه لا أصيب من كل خمس رميات غير مرة واحدة وانا أحاول ان أجد حلا لما يحدث حفاظا على صورة البطل في ذهنها فسارعت هي باستبدال السلة البيضاء التي كانت على حصيرة باهتة الألوان بأخرى خضراء فاقعة اللون دون غاية منها فقط لتتباها بسلالها بواحدة اخرى وهنا بدئت أصيب الهدف. مع هذا التغير البسيط اكتشفت ان قدرتي على تميز الألوان أصبحت مشوشة وأني كنت أرى السلة فقط من خلال التجارب التي اعتاد عليها ذهني و الذي توقف عن التسلية والهو و بتعد عن واحات التنوع والقدرة على الانصات - بسبب الاستقطاب الجمعي و الترابط المصيري للقضايا التي يفرضها واقعا يرسمه الاقوى و من هم اكثر ضجيجا - منذ مدة ليست بالقليلة لأقف مستفهما كم من موقف يشبه هذا الحال قد حسمت به امري وبنيت عليه افكاري.
ان الفرد مع التقادم والتسليم بالبديهيات وعدم جدوى الدراسة او التدقيق في ما يصدر من الكتاب و المثقفين واهل الاختصاص فضلا عن الرموز. بسبب اساليب آلية التفكيك والمقارنة و مدى جدوى التوصيات المتابعة. فأنه سوف يشرب من نفس المنهل الذي شربوا منه فيقع حبيسا لهذه النتائج التي قد لا تكون خاطئة بالضرورة لكنها تبعده عن الابداع و انتاج ما يناسب زمانه و حاله التي هو عليها وليس هي دعوة للتشكيك في كل شيء و لكن (التفكير خارج الصندوق) الحياة كل يوم تطلب منا ان نتجدد و نقرأ يومنا من خلال العمل الجاد ومشاركة الاخرين و مراجعة تجاربنا و تجارب الاخرين دون سقف النظريات السابقة التي نجحت لمدة معينة ثم بدئت تنحسر نتائج اغلبها يوما بعد يوم فالعالم استبدل نظم مالية و اجتماعية و أخرى سياسية خلال مئة عام و دخل في حروب استنزفت الكثير و صعد عرش التكنلوجيا على جوع الشعوب و دماء المضطهدين و لم ينتفع من تلك التجارب و النظم فما يزال يصفها بالحضارة و التمدن و للان ينهي مشاكلة بالصراع والحروب و لا يجلس للتفاوض الا بعد فوات الأوان و يخترع الكثير من الأكاذيب التي يوهم بها الناس لحصر المصادر و استغلال القدرات في تذكية الخلافات و الفوارق العنصرية فهو مضطرب في تعريف المفاهيم و متجمد في ادراك مصالح الاخرين وأن كل ما نملكه على هذه الكرة الأرضية هو الهروب الى الامام . فقد استغرق مفهوم الإرهاب اكثر من عشرين سنة و لم تستطيع القوى المتصارعة ان تتفق على تعريف موحد للإرهاب. ان البرامج المعدة من قبل الكثير منظمات التابعة للصحة العالمية حول القمح وأثره على الصحة البدنة من خلال براج الحمية وغيرها ومحاولة طرحه من المائدة الغذائية واستبداله بمواد أخرى. مع محاولات منع زراعته او تحديد زراعته في الكثير من بقاع العالم عدى المسيطر عليها من قبل الدول الكبرى مع البحوث المستمرة حول تغير القيمة الغذائية للقمح ما هي الا أدوات لنزاعات او حروب لا نعلم متى سوف تشن فيجب ان نراجع ونتمعن في ما يقدم وما ينشر فقد اصبح الواقع اكثر ضبابيه.


  • المصدر : http://www.ayn-shahid.com/subject.php?id=4657
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2023 / 11 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 02 / 8