أكد “عبدالرضا فرجي راد”؛ المحلل الدولي، على أهمية العمل لتحسّين العلاقات “الإيرانية-السعودية” في إطار جهود امتلاك قوة إقليمية مؤثرة، وقال: “كل شيء رهن بالأوضاع الأوضاع الإقليمية والعالمية الإيرانية. فلو تستطيع إيران التعامل وفق جغرافيا سياسية منفتحة على العالم، فالطبيعي أن تقترب دول كالسعودية وغيرها إلى إيران”.
كلما أقتربت إيران من الغرب أقتربت السعودية لطهران..
وأضاف ردًا على سؤال بشأن الإشارات الخاصة باستئناف المفاوضات “الإيرانية-السعودية” بعد فترة من الانقطاع: “الرياض تنظم علاقاتها مع إيران وفق علاقات الأخيرة مع العالم؛ وبخاصة أوروبا وأميركا. بمعنى آخر تسعى السعودية متى شعرت باقتراب الوصول إلى اتفاق نووي، أو تحسّن العلاقات (الإيرانية-الغربية)، إلى تُسّريع وتيرة المفاوضات؛ بحيث تُفضي إلى نتائج. في المقابل متى استشعرت السعودية توتر العلاقات (الإيرانية-الغربية)، وارتفاع وتيرة الضغوط الأوروبية على إيران بالتوازي مع انعدام فرص الوصول إلى اتفاق، لا تبدي استعدادًا للتفاوض مع إيران”.
موضحًا: “ونحن نعيش حاليًا هذه الأجواء. والطرف الإيراني أبدى استعداده لاستئناف المفاوضات عبر تصريحات وزير الخارجية؛ السيد حسين أمير عبداللهيان، في الأردن. لكن في رأيي لن تدخل السعودية في مفاوضات جادة مع إيران طالما لم تتجدد المفاوضات النووية الإيرانية. أضف إلى ذلك هم يعلمون ماذا تريد إيران من هذه المفاوضات في ظل ما تُعاني من أوضاع اقتصادية صعبة واحتجاجات شعبية”.
مستطردًا: “وكانت السعودية قد أطلقت عددًا من وسائل الإعلام المعنية بنشر الدعاية السّلبية عن الأوضاع الداخلية الإيرانية، وطهران تريد وقف هذه الدعاية. في ضوء ما تقدم من الطبيعي ألا تبدي السعودية اهتمامًا واستعدادًا للتفاوض. لكن حين تعود المفاوضات النووية بالتحرك للأمام مجددًا والشعور بإمكانية التوقيع على الاتفاق النووي، فسوف تبدأ بالقطع الجولة السابعة من المفاوضات (الإيرانية-السعودية)”.
الدور العراقي..
وعن دور الوساطة العراقية في المفاوضات “الإيرانية-السعودية”، وإشارات الرئيس العراقي عن بلورة مباحثات قد تُفضي إلى تسّريع وتيرة العملية، أردف: “خاض العراق وإيران عدد 06 جولات من المفاوضات، وحين يرى العراق ميل الطرف المقابل؛ وبخاصة السعودية، للحوار، يحرص على تهيئة وتمهيد الأجواء”.
متابعًا: “ويلعب العراق دور الوساطة؛ لكنه ليس دورًا قويًا بحيث يستطيع فرض شيء على أحد الطرفين، فقط يتطلع العراق إلى استضافة الطرفين. وهذه الاستضافة شرفية تهدف إلى تمهيد مجالات الحوار. وخلال العامين الماضيين تكبدت إيران والسعودية مشقة: 06 جولات من المفاوضات، لم تُسّفر حتى الآن عن أي نتائج، وهو ما يعكس الرغبة في الحوار مع الافتقار إلى القوة. وعليه لا يجب أن نتوقع الكثير من الطرف العراقي”.
قائلاً: “وكما ذكرت سابقًا تتقدم السعودية وفق المؤشرات الإقليمية والعالمية الإيرانية، وحاليًا وبعد تشكيل حكومة إسرائيلية بقيادة؛ بنيامين نتانياهو، فقد بدأت المفاوضات التليفونية (الإسرائيلية-السعودية). وبحسب الأخبار المتداولة، فالموقف الأوروبي متشدد، والأميركيون لا يميلون إلى التفاوض. مع هذا تزداد الضغوط على إيران، ومصير الاتفاق النووي مجهول. وانطلاقًا من أن السعودية جار يتمتع بالقوة والتأثير الإقليمي، يجب العمل على تحسين العلاقات (الإيرانية-السعودية)”.
العلاقات “الإيرانية-الأردنية”..
وعن مؤشرات تراجع التوتر في العلاقات “الإيرانية-الأردنية”؛ بعد زيارة وزير الخارجية الأخيرة، أجاب: “لطالما سعى الأردن وإيران للسيطرة على التوترات، وكلاهما ينأى عن تشنج العلاقات. ويجب أن نعلم هناك مجموعة من دول المنطقة: كالأردن، والكويت، والبحرين، وحتى مصر، وتونس، والمغرب، تفتقر إلى الاستقلالية الكاملة فيما يخص بناء علاقات قوية مع إيران؛ حيث تتمتع هذه الدول بعلاقة قوية مع السعودية، فضلًا عن أعداد العمالة المتزايدة والتي تضخ سنويًا مليارات الدولارات في بلدانها، كما أن بعض هذه الدول؛ كالأردن، يحصل على مسّاعدات مالية سنوية من السعودية. وعليه كلما تحسّنت العلاقات الإيرانية مع السعودية، كان بإمكان هذه الدول التقارب من إيران، وإلا فإنها لا تمتلك صلاحية بناء علاقات قوية مع إيران لأن هذا الموضوع سوف يتسبب لهم في الكثير من المشاكل والتداعيات الاقتصادية، وقد يتسبب في مشاكل أمنية بعد ذلك”.
|