إنّ فاطمة سلام الله علیها لم تَجرِ خلف فدك؛ وإنّما كان همّها وما يؤلمها أنّه لو ابتُزّ حقّ ابنة الخاتم صلی الله علیه و آله اليومَ فما مصير حقّ الأمّة غداً؟!
وكانت غصتها أنه لو جلس اليوم من يجهل حكم الميراث مكانَ النبي¹، فإنه سيجلس الخليفة الثاني - الذي يجهل مسألة التيمم على ما في «صحیح البخاري» و «صحیح مسلم»² - غداً مكانَ خاتم جميع الأنبياء و المرسلين.
وإن جلس أمثال هؤلاء، فغداً سوف يجلس الولید بن عبد الملک، ثم هارون، والمأمون … وسوف تبطل الغاية من بعثة جميع الأنبياء.
إنّ هذا هو الظلم الذي يجب أن يصدح به، وينادي به فقهاء المسلمين وعلماؤهم.
۱. المصنف لابن أبي شیبة، ج۷،ص ٣٦٣؛ سنن ابن ماجة، ج۲،ص۹۱۰؛ سنن أبي داود،ج۲،ص۵؛ صحیح ابن حبان،ج۱۳،ص۳۹۱.
۲.صحیح مسلم،ج۱،ص۱۹۳؛ صحیح البخاري،ج۱،ص۸۷.
٢٦/جمادى الأولى/١٤١٢
|