في تصريح أثار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية التركية، أكد زعيم حزب “النصر” المعارض، أوميت أوزداغ، أن مدينتي الموصل وكركوك في العراق تمثلان “قضية وطنية أساسية” للأتراك، وأنهما أكثر أهمية من القضية الفلسطينية.

وقال أوزداغ، في مقابلة مع صحيفة “زمان” التركية، إن “القضية الفلسطينية ليست قضية وطنية للأمة التركية، وفلسطين ليست حتى قضية مشتركة للعالم العربي”.

وأضاف أن القدس، بمقدساتها، لها مكانة خاصة لدى الأتراك، لكنها لا تُقارن بأهمية الموصل وكركوك، اللتين تضمانان سكاناً تركمانيين يُعتبرون جزءاً من التراث العثماني والقومية التركية.

يأتي هذا التصريح في سياق تاريخي يعود إلى معاهدة لوزان عام 1923، التي منحت الموصل للعراق بعد نزاع مع تركيا، لكنه يُعيد إحياء مطالبات أنقرة التاريخية بالتأثير في شمال العراق، خاصة لحماية الأقلية التركمانية.

مع ذلك، لم يثِر التصريح أي ردود فعل عراقية ملحوظة حتى الآن، رغم حساسيته تجاه السيادة العراقية على نينوى وكركوك. يُعزى هذا الصمت إلى الانشغال الداخلي الشديد في العراق، حيث تتواصل الانتخابات البرلمانية المقررة في نوفمبر 2025 مع صراعات حزبية حادة بين الكتل الشيعية والسنية والكردية.

فالأحزاب السياسية مُركزة على التحالفات الانتخابية والمنافسات المحلية، بينما يُشغل التوترات الأمنية في المناطق الغربية، مثل بغداد وكركوك، معظم الجهود الحكومية.

كما أن القضية الفلسطينية، رغم أهميتها الرمزية، تُدار على المستوى الرسمي من خلال دعم غير مباشر للحكومة الفلسطينية، دون تصعيد مع تركيا التي تُعتبر شريكاً اقتصادياً رئيسياً عبر خطوط الطاقة والتجارة الحدودية. محللون عراقيون يرون أن أي رد رسمي قد يُفسر كتصعيد غير ضروري، خاصة مع الضغوط الأمريكية لتهدئة التوترات الإقليمية.

هذا الغياب عن الرد يُبرز هشاشة الاستقرار الداخلي في العراق، حيث تُقدم الانتخابات والصراعات الطائفية أولوية على التحديات الخارجية.